نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 522
و خذ نفق اليربوع و اسلك سبيله # ودع عنك إني ناطق و ابن ناطق
و كن كأبي قطن على كلّ زائغ # له منزل في ضيق العرض شاهق
و إنّما قال ذلك لاحتيال اليربوع بأبوابه التي يخرج من بعضها، إذا ارتاب بالبعض الآخر. و كذا كانت دار أبي قطنة الخناق بالكوفة في كندة، و يزعمون أنّه كان مولى لهم. و أنشد أبو عبيدة قال: أنشدني سفيان بن عيينة[1]: [من الهزج]
إذ ما سرّك العيش # فلا تمرر على كنده
و قد قتل أبو قطنة و صلب.
1896-[الخناقون]
و ممّن كان يخنق النّاس بالمدينة عديّة المدنيّة الصّفراء، و بالبصرة، رادويه.
و المرميّون بالخنق من القبائل و أصحاب النّحل و التأويلات هم الذين ذكرهم أعشى همدان في قوله[2]: [من الطويل]
إذا سرت في عجل فسر في صحابة # و كندة فاحذرها حذارك للخسف
و في شيعة الأعمى خناق و غيلة # و قشب و إعمال لجندلة القذف
و كلّهم شرّ، على أنّ رأسهم # حميدة و الميلاء حاضنة الكسف
متى كنت في حيي بجيلة فاستمع # فإنّ لها قصفا يدلّ على حتف
إذا اعتزموا يوما على قتل زائر # تداعوا عليه بالنّباح و بالعزف
و ذلك أن الخناقين لا يسيرون إلاّ معا، و لا يقيمون في الأمصار إلاّ كذلك. فإذا عزم أهل دار على خنق إنسان كانت العلامة بينهم الضرب على دفّ أو طبل، على ما يكون في دور الناس، و عندهم كلاب مرتبطة فإذا تجاوبوا بالعزف ليختفي الصّوت ضربوا تلك الكلاب فنبحت. و ربّما كان منهم معلّم يؤدّب في الدّرب، فإذا سمع تلك الأصوات أمر الصّبيان برفع الهجاء و القراءة و الحساب.
1897-[المغيرية و الغالية و المنصورية]
و أما الأعمى فهو المغيرة بن سعيد صاحب المغيرية، مولى بجيلة و الخارج على [1]البيت في عيون الأخبار 2/147، و تقدم في 2/391، الفقرة (454) .
[2]الأبيات لأعشى همدان في عيون الأخبار 2/146-147، و تقدمت منسوبة إلى حماد الراوية في 2/391، الفقرة (454) .
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 522