فإنّ الأشرف من الطّير الخفّاش، لأنّ لآذانها حجما ظاهرا. و هو متجرّد من الزّغب و الرّيش، و هو يلد.
و الطّائر الذي ليس له وكر، هو طائر يخبر عنه البحريّون أنّه لا يسقط إلاّ ريثما يجعل لبيضه أدحيّا من تراب، و يغطّي عليه، و يطير في الهواء أبدا حتّى يموت. و إن لقى ذكر أنثى تسافدا في الهواء. و بيضه يتفقص من نفسه عند انتهاء مدّته، فإذا أطاق فرخه الطّيران كان كأبويه في عاداتهما.
1847-[الثعالب و النسور و الضباع]
و أمّا قوله:
29- «و ثرمل تأوي إلى دوبل # و عسكر يتبعه النسر
30-يسالم الضّبع بذي مرة # أبرمها في الرحم العمر»
فالثرملة: أنثى الثّعالب، و هي مسالمة للدّوبل[2]. و أمّا قوله:
و عسكر يتبعه النّسر
فإن النسور تتبع العساكر، و تتبع الرّفاق ذوات الإبل، و قد تفعل ذلك العقبان، و تفعله الرّخم. و قد قال النّابغة[3]: [من الطويل]
وثقت له بالنّصر إذ قيل له قد غدت # كتائب من غسّان غير أشائب[4]
[3]ديوان النابغة الذبياني 42-43، و الأول في اللسان و التاج و الأساس (أشب) ، و التنبيه و الإيضاح 1/41، و العين 6/292، و التهذيب 11/432، و بلا نسبة في المقاييس 1/108، و المجمل 1/193. و الثاني في اللسان و التاج (أشب) ، و الثالث في الخزانة 4/289، و اللسان و التاج (عصب، حلق) ، و المقاييس 2/99، و بلا نسبة في شرح المفصل 1/68، و شرح التصريح 2/227، و الرابع في أساس البلاغة (جنح) ، و المقاييس 2/99، و الخامس في الجمهرة 329، و المعاني الكبير 283، 477، 913، و بلا نسبة في المخصص 16/108.