responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 459

و رووا قوله‌[1]: [من الكامل‌]

فانقضّ كالدّرّي من متحدّر # لمع العقيقة جنح ليل مظلم‌[2]

و قال عوف بن الخرع: [من الطويل‌]

يردّ علينا العير من دون أنفه # أو الثّور كالدّرّي يتبعه الدّم‌

و قال الأفوه الأودي‌[3]: [من الرمل‌]

كشهاب القذف يرميكم به # فارس في كفّه للحرب نار

و قال أميّة بن أبي الصّلت‌[4]: [من الكامل‌]

و ترى شياطينا تروغ مضافة # و رواغها شتّى إذا ما تطرد[5]

يلقى عليها في السّماء مذلّة # و كواكب ترمى بها فتعرّد[6]

قلنا لهؤلاء القوم: إن قدرتم على شعر جاهليّ لم يدرك مبعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لا مولده فهو بعض ما يتعلّق به مثلكم، و إن كان الجواب في ذلك سيأتيكم إن شاء اللّه تعالى. فأما أشعار المخضرمين و الإسلاميّين فليس لكم في ذلك حجّة. و الجاهليّ ما لم يكن أدرك المولد، فإنّ ذلك ممّا ليس ينبغي لكم أن تتعلّقوا به. و بشر بن أبي خازم فقد أدرك الفجار، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شهد الفجار، و قال: «شهدت الفجار فكنت أنبل على عمومتي و أنا غلام» [7].

و الأعلام ضروب، فمنها ما يكون كالبشارات في الكتب، لكون الصّفة إذا واقفت الصّفة التي لا يقع مثلها اتفاقا و عرضا لزمت فيه الحجة، و ضروب أخر كالإرهاص للأمر، و التأسيس له، و كالتعبيد و الترشيح‌[8]، فإنّه قلّ نبيّ إلاّ و قد حدثت عند مولده، أو قبيل مولده، أو بعد مولده أشياء لم يكن يحدث مثلها. و عند ذلك [1]سيذكر الجاحظ هذا البيت ص 460.

[2]العقيقة: البرق إذا رأيته وسط السحاب كأنه سيف مسلول.

[3]ديوان الأفوه الأودي 12، و الحماسة البصرية 1/49.

[4]ديوان أمية بن أبي الصلت 361.

[5]تروغ: تميل. المضاف: الخائف.

[6]التعريد: الإحجام و الفرار. التقديد: التقطيع.

[7]النهاية 3/414، 5/10، و عمدة الحفاظ 2/204 (فجر) . و انظر لحرب الفجار: الأغاني 22/54-74، و أيام العرب في الجاهلية 322-341.

[8]التعبيد: التمهيد و التذليل. الترشيح: التهيئة للشي‌ء.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست