و الأعراب يتزيّدون في هذا الباب. و أشباه الأعراب يغلطون فيه. و بعض أصحاب التأويل يجوّز في هذا الباب ما لا يجوز فيه. و قد قلنا في ذلك في كتاب النّبوّات بما هو كاف إن شاء اللّه تعالى.
1767-[شعر العرب في الجن]
و سيقع هذا الباب و الجواب فيه تامّا إذا صرنا إلى القول في الملائكة، و في فرق ما بين الجن و الإنس. و أما هذا الموضع فإنما مغزانا فيه الإخبار عن مذاهب الأعراب، و شعراء العرب. و لو لا العلم بالكلام، و بما يجوز مما لا يجوز، لكان في دون إطباقهم على هذه الأحاديث ما يغلط فيه العاقل.
قال عبيد بن أيّوب، و قد كان جوّالا في مجهول الأرض، لمّا اشتد خوفه و طال تردّده، و أبعد في الهرب[5]: [من الطويل]
لقد خفت حتّى لو تمرّ حمامة # لقلت عدوّ أو طليعة معشر
فإن قيل أمن قلت هذي خديعة # و إن قيل خوف قلت حقّا فشمر
و خفت خليلي ذا الصّفاء و رابنى # و قيل فلان أو فلانة فاحذر