نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 343
و قال أبو بكر بن أبي قحافة لعائشة، رضي اللّه عنهما: إنّي كنت نحلتك سبعين وسقا[1]من مالي بالعالية، و إنّك لم تحوزيه، و إنما هو مال الوارث، و إنما هو أخواك و أختاك. قالت: ما أعرف لي أختا غير أسماء. قال: إنّه قد ألقى في روعي أن ذا بطن بنت خارجة جارية.
قال آخرون: لم يعن بذي بطنه ولده، و لكنّ الضّبّ يرمي ما أكل، أي يقيء؛ ثم يرجع فيأكله. فذلك هو ذو بطنه. فشبّهوه في ذلك بالكلب و السّنّور.
و قال عمرو بن مسافر: ما عنى إلا أولاده، فكأنّ خداشا قال: ارجعوا عن الحرب التي لا تستطيعونها، إلى أكل الذّريّة و العيال.
1706-[نفي الغنويّ أكل الضبّة أولادها]
قال: و قال أبو سليمان الغنويّ: أبرأ إلى اللّه تعالى من أن تكون الضّبّة تأكل أولادها!و لكنها تدفنهنّ و تطمّ عليهنّ التّراب، و تتعهدهنّ في كلّ يوم حتّى يخرّجن[2]، و ذلك في ثلاثة أسابيع. غير أنّ الثّعالب و الظّربان و الطّير، تحفر عنهنّ فتأكلهنّ. و لو أفلت منهنّ كلّ فراخ الضّباب لملأن الأرض جميعا.
و لو أنّ إنسانا نحل أمّ الدّرداء، أو معاذة العدويّة، أو رابعة القيسيّة، أنهنّ يأكلن أولادهنّ، لما كان عند أحد من النّاس من إنكار ذلك، و من التكذيب عنهنّ، و من استعظام هذا القول، أكثر مما قاله أبو سليمان في التّكذيب على الضّباب أن تكون تأكل أولادها.
قال أبو سليمان: و لكن الضبّ يأكل بعره، و هو طيّب عنده. و أنشد[3]: [من البسيط]
يعود في تيعه حدثان مولده # فإن أسنّ تغدّى نجوه كلفا
قال: و قال أفّار بن لقيط: التّيع: القيء. و لكنّا رويناه هكذا. إنما قال: «يعود في رجعه» . و كذلك الضّبّ، يأكل رجعه[4].
[1]الوسق: الحمل، و كل شيء و سقته فقد حملته، و الوسق أيضا: ضم الشيء إلى الشيء.