نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 5 صفحه : 95
عنه إلى غيره، و لو رفع النا # س إليّ العيون و ارتقبوا[1]
و قيل: أفرطت بل قصدت و لو # عنّفني القائلون أو ثلبوا[2]
إليك يا خير من تضمّنت الأر # ض و لو عاب قولي العيب[3]
بتفضيلك اللسان و لو # أكثر فيك الضّجاج و اللّجب[4]
أنت المصفّى المحض المهذّب في الـ # نّسبة إن نصّ قومك النّسب
و لو كان لم يقل فيه عليه السّلام إلا مثل قوله[5]: [من الطويل]
و بورك قبر أنت فيه و بوركت # به، و له أهل بذلك يثرب
لقد غيّبوا برّا و حزما و نائلا # عشيّة و اراك الصّفيح المنصّب[6]
فلو كان لم يمدحه عليه السّلام إلا بهذه الأشعار التي لا تصلح في عامة العرب لما كان ذلك بالمحمود، فكيف مع الذي حكينا قبل هذا؟!
1339-[غلط بعض الشعراء في المديح و الفخر]
و من الأشعار الغائظة لقبيلة الشاعر-و هي الأشعار التي لو ظنّت الشعراء أن مضرّتها تعود بعشر ما عادت به، لكان الخرس أهون عليها من ذلك القول-فمن ذلك قول لبيد بن ربيعة[7]: [من الكامل]
أ بني كلاب كيف تنفى جعفر # و بنو ضبينة حاضرو الأجباب[8]
قتلوا ابن عروة ثمّ لطّوا دونه # حتى تحاكمتم إلى جوّاب[9]
يرعون منخرق اللديد كأنهم # في العزّ أسرة حاجب و شهاب[10]
[1]رفع الناس إلي العيون: أوعدوني. ارتقبوا: أي ارتقبوا لي الشر.
[2]أفرطت: تغاليت. قصدت: أي اعتدلت في محبتهم. ثلبوا: عابوا.
[8]في ديوانه: «ضبينة: قبيلة. جب و أجباب: آبار. قال الأصمعي: بنو ضبينة حي الذين قتلوا عروة، و قد كانوا قتلوا ابن أخ لجوّاب، فقال جوّاب: لا أديه لأنهم قتلوا ابن أخي؛ فيكون قتيل بقتيل» .
[9]في ديوانه: «لطوا: ستروا؛ هو يلط دون قدره أي يستر. جعلوا جوّاب حكما. عروة بن عتبة بن جعفر. جواب: رجل من بني أبي بكر بن كلاب» .
[10]في ديوانه: «منخرق اللديد: حيث انخرق فمضى. و اللديد: جانبا الوادي جميعا و جمعها-
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 5 صفحه : 95