و روى الهيثم بن عديّ، و سمعه بعض أصحابنا من أبي عبيدة، قال: تضارط أعرابيّان عند خالد بن عبد اللّه، أحدهما تميميّ و الآخر أزديّ فضرط الأزديّ ضرطة ضئيلة، فقال التميميّ: [من الطويل]
حبقت عجيفا محثلا و لو انّني # حبقت لأسمعت النّعام المشرّدا[3]
و زعم أبو عمرو الشّيبانيّ عن بعض العرب، أنّ كلّ عربيّ و أعرابيّ كان يلقّب نعامة، فإنما يلقّب بذلك لشدّة صممه. و أنّه سأله عن الظليم: هل يسمع؟فقال:
يعرف بأنفه و عينه، و لا يحتاج معهما إلى سمع. و أنشدني: [من الطويل]
فجئتك مثل الهقل يشتمّ رأله # و لا عرف إلاّ سوفها و شميمها[5]
و زعم أنّ لقب بيهس نعامة، و أنه لقّب بذلك لأنّه كان في خلق نعامة، و كان [1]المهاة: البقرة الوحشية. تقرو: تقصد. الأسرة: جمع سر. و هو أفضل موضع في الوادي. الجؤذر:
ولد البقرة الوحشية. الكنس: جمع كناس، و هو بيت الوحش.
[2]الخاضب: الظليم. الهقلة: النعامة. يهتجس: هجسه: رده عن الأمر فانهجس.
[3]العجيف: المهزول. المحثل: الهزيل.
[4]المنجنيق: آلة ترمى بها الحجارة، فارسيتها: من چه نيك، أي: أنا ما أجودني. يبذ: يغلب.
الهزيم: صوت الرعد. البدء: السيد و الشاب العاقل. العمرّد: الطويل.
[5]الهقل: ذكر النعام. الرأل: فرخ النعام. العرف: الريح طيبة أو غير طيبة. السوف: الشم.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 462