نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 273
إنما هي: «تولبا جدعا» الدّال مكسورة. و في الجدع يقول أبو زبيد[1]: [من البسيط]
ثمّ استقاها فلم يقطع نظائمها # عن التضبّب لا عبل و لا جدع
و إنما ذلك كقول ابن حبناء الأشجعي: [من الوافر]
و أرسل مهملا جدعا و خفّا # و لا جدع النّبات و لا جديب
فنفخ المفضّل، و رفع بها صوته، و تكلّم و هو يصيح. فقال الأصمعي: لو نفخت بالشّبّور لم ينفعك!تكلّم بكلام النّمل و أصب! و الشّبّور: شيء مثل البوق، و الكلمة بالفارسية. و هو شيء يكون لليهود، إذا أراد رأس الجالوت أن يحرّم كلام رجل منهم نفخوا عليه بالشّبّور.
960-[تحريم الكلام لدى اليهود و النصارى]
و ليس تحريم الكلام من الحدود القائمة في كتبهم، و لكنّ الجاثليق و رأس الجالوت، لا يمكنهما في دار الإسلام حبس و لا ضرب، فليس عندهما إلاّ أن يغرّما المال، و يحرّما الكلام. على أنّ الجاثليق كثيرا ما يتغافل عن الرّجل العظيم القدر، الذي له من السّلطان ناحية.
و كان طيمانو رئيس الجاثليق، قد همّ بتحريم كلام عون العباديّ، عند ما بلغه من اتخاذ السّراري، فتوعّده و حلف: لئن فعل ليسلمنّ!و كما ترك الإشقيل و ميخاييل و توفيل، سمل عين منويل-و في حكمهم أنّ من أعان المسلمين على الرّوم يقتل؛ و إن كان ذا رأي سملوا عينيه و لم يقتلوه-فتركوا سنّتهم فيه.
و قد ذكرنا شأنهم في غير ذلك، في كتابنا على النّصارى فإن أردته فاطلبه هنالك.