نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 90
الذي كان فاسدا في الأصل. و قد يخرج من البيضة فرّوجان، و يكون أحدهما أعظم جثّة، و كذلك الحمام. و ما أقلّ ما يغادر الحمام أن يكون أحد الفرخين ذكرا و الآخر أنثى.
666-[معارف في البيض]
قال: و ربّما باضت الحمامة و أشباهها من الفواخت ثلاث بيضات، فأمّا الأطر غلاّت و الفواخت فإنها تبيض بيضتين، و ربّما باضت ثلاث بيضات و لكن لا يخرج منها أكثر من فرخين، و ربّما كان واحدا فقط.
قال: و بعض الطير لا يبيض إلاّ بعد مرور الحول عليه كاملا، و الحمامة في أكثر أمرها يكون أحد فرخيها ذكرا و الآخر أنثى، و هي تبيض أوّلا البيضة التي فيها الذّكر، ثمّ تقيم يوما و ليلة. ثمّ تبيض الأخرى، و تحضن ما بين السّبعة عشر يوما إلى العشرين، على قدر اختلاف طباع الزّمان، و الذي يعرض لها من العلل. و الحمامة أبرّ بالبيض، و الحمام أبرّ بالفراخ.
قال: و أمّا جميع أجناس الطير ممّا يأكل اللّحم، فلم يظهر لنا أنّه يبيض و يفرخ أكثر من مرّة واحدة، ما خلا الخطّاف فإنّه يبيض مرّتين.
667-[حضانة الطيور فراخها]
و العقاب تبيض ثلاث بيضات، فيخرج لها فرخان. و اختلفوا فقال بعضهم:
لأنها لا تحضن إلاّ بيضتين، و قال آخرون: قد تحضن و يخرج لها ثلاثة أفراخ، و لكنّها ترمي بواحد استثقالا للتكسّب على ثلاثة. و قال آخرون: ليس ذلك إلاّ بما يعتريها من الضعف عن الصّيد، كما يعتري النّفساء من الوهن و الضّعف. و قال آخرون: العقاب طائر سيّئ الخلق، رديء التّربية، و ليس يستعان على تربية الأولاد إلاّ بالصّبر. و قال آخرون: لا، و لكنّها شديدة النّهم و الشّره، و إذا لم تكن أمّ الفراخ ذات أثرة لها، ضاعت.
و كذلك قالوا في العقعق[1]، عند إضاعتها لفراخها، حتى قالوا: «أحمق من عقعق» [2]، كما قالوا: «أحذر من عقعق» [3].
[1]العقعق: طائر على قدر الحمامة و على شكل الغراب، و هو ذو لونين أبيض و أسود. حياة الحيوان 2/67.
[2]المستقصى 1/83، و أمثال ابن سلام 365، و مجمع الأمثال 1/226، و جمهرة الأمثال 1/395، و الدرة الفاخرة 1/155.
[3]المستقصى 1/62، و جمهرة الأمثال 1/343، 396، و الدرة الفاخرة 1/133، 2/441.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 90