نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 7
وردان[1]تدع قعر البئر و فيه كرّ[2]خراء و هو لها مسلم و عليها موفر، و تجيء تطلب اللّطاخة التي في است أحدنا و هو قاعد على المقعدة، فتلزم نفسها الكلفة الغليظة، و تتعرّض للقتل، و إنّما هذا الذي في أستاهنا قيراط من ذلك الدرهم، و قد دفعنا إليها الدّرهم وافيا وافرا. قال: فضحك القوم، فحرّك نوفل رأسه ثم قال: أ تضحكون؟!قد و اللّه سأل الرجل فأجيبوا!و أمّا أنا فقد-و اللّه-فكّرت فيها منذ ستّين سنة، و لكنّكم لا تنظرون في شيء من أمر صناعتكم. لا جرم أنّكم لا ترتفعون أبدا!قال له الموسوس: قل-يرحمك اللّه-فأنت زعيم القوم، فقال نوفل: قد علمنا أنّ الرّطب أطيب من التّمر، و الحديث أطرف من العتيق، و الشيء من معدنه أطيب، و الفاكهة من أشجارها أطرف. قال: فغضب شريكه مسبّح الكنّاس ثم قال: و اللّه لقد وبّختنا، و هوّلت علينا، حتى ظننّا أنّك ستجيب بجواب لا يحسنه أحد، ما الأمر عندنا و عند أصحابنا هكذا. قال: فقال لنا الموسوس: ما الجواب عافاكم اللّه، فإنّي ما نمت البارحة من الفكرة في هذه المسألة؟قال مسبّح: لو أنّ لرجل ألف جارية حسناء ثم عتقن عنده لبردت شهوته عنهنّ و فترت، ثمّ إن رأى واحدة دون أخسّهن في الحسن صبا إليها و مات من شهوتها. فبنت وردان تستظرف تلك اللطاخة و قد ملّت الأولى؛ و بعض الناس الفطير أحبّ إليهم من الخمير. و أيضا إنّ الكثير يمنع الشّهوة، و يورث الصّدود. قال: فقال الموسوس-و استحسن جواب مسبّح، بعد أن كان لا يرى جوابا إلاّ جواب نوفل-: لا تعرف مقدار العالم حتّى تجلس إلى غيره!أنتم أعلم أهل هذه المدرة، و لقد سألت علماءها عنه منذ عشرين سنة فما تخلّص أحد منهم إلى مثل ما تخلّصهم إليه. و قد و اللّه-أنمتم عيني، و طاب بكم عيشي!و قد علمنا أنّ كلّ شيء يستلب استلابا أنّه ألذ و أطيب. و لذلك صار الدّبيب إلى الغلمان و نيكهم على جهة القهر ألذ و أطيب، و كلّ شيء يصيبه الرّجل فهو أعزّ عليه من المال الذي يرثه أو يوهب له.
9-[علة الحجاج بن يوسف]
قال: و حدّثني أبان بن عثمان قال: قال الحجّاج بن يوسف: و اللّه لطاعتي أوجب من طاعة اللّه؛ لأنّ اللّه تعالى يقول: فَاتَّقُوا اَللََّهَ مَا اِسْتَطَعْتُمْ[3]فجعل فيها [1]بنات وردان: تسمى فالية الأفاعي؛ و هي دويبة تتولد في الأماكن الندية، و أكثر ما تكون في الحمامات. حياة الحيوان 2/429.
[2]الكر: مكيال للعراق، و ستة أوقار حمار «الوقر: الحمل الثقيل» ، أو هو ستون قفيزا، أو أربعون إردبّا.
«القاموس: كرّ» .
[3]16/التغابن: 64.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 7