نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 251
و هذا وجه أن كان معلوما أنّه لا يتّخذ عشّه إلاّ من الزّبل.
فأمّا ناس كثير، فيزعمون أن ربّ بدن يكون طيب الرّائحة، كفأرة المسك التي ربما كانت في البيوت. و من ذلك ما يكون منتن البدن، كالذي يحكى عن الحيّات و الأفاعي و الثّعابين، و يوجد عليه التّيوس.
919-[طائر الاغتيولس]
و ذكر صاحب المنطق أنّ الطير الكبير، الذي يسمى باليونانية اغتيولس، يحكم عشّه و يتقنه، و يجعله مستديرا مداخلا كأنّه كرة معمولة. و روى أنّهم يزعمون أنّ هذا الطائر يجلب الدّارصينيّ من موضعه، فيفرش به عشّه، و لا يعشّش إلاّ في أعالي الشّجر المرتفعة المواضع.
قال: و ربّما عمد الناس إلى سهام يشدّون عليها رصاصا، ثمّ يرمون بها أعشتها، فيسقط عليهم الدّارصينيّ، فيلتقطونه و يأخذونه.
920-[زعم البحريين في الطير]
و يزعم البحريّون أنّ طائرين يكونان ببلاد السّفالة[1]، أحدهما يظهر قبل قدوم السفن إليهم، و قبل أن يمكن البحر من نفسه، لخروجهم في متاجرهم فيقول الطائر:
قرب آمد، فيعلمون بذلك أنّ الوقت قد دنا، و أن الإمكان قد قرب.
قالوا: و يجيء به طائر آخر، و شكل آخر، فيقول: سمارو. و ذلك في وقت رجوع من قد غاب منهم، فيسمّون هذين الجنسين من الطير: قرب، و سمارو، كأنّهم سمّوهما بقولهما، و تقطيع أصواتهما، كما سمّت العرب ضربا من الطّير القطا، لأن القطا كذلك تصيح، و تقطيع أصواتها قطا، و كما سمّوا الببغاء بتقطيع الصّوت الذي ظهر منه.
فيزعم أهل البحر أنّ ذينك الطائرين لا يطير أحدهما أبدا إلاّ في إناث، و أنّ الآخر لا يطير أبدا إلاّ في ذكورة.
921-[وفاء الشفنين]
و زعم لي بعض الأطباء ممن أصدّق خبره، أنّ الشّفنين[2]إذا هلكت أنثاه لم يتزوّج و إن طال عليه التعزّب. و إن هاج سفد و لم يطلب الزواج.
[1]السفالة: آخر مدينة تعرف بأرض الزنج، معجم البلدان 3/224.
[2]الشفنين: هو اليمام، و من طبعه إيثار العزلة. حياة الحيوان 1/601.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 251