شاب الغراب و لا فؤادك تارك # عهد الغضوب و لا عتابك يعتب
847-[نقر الغراب للدماغ و العيون]
و مما يذكر للغراب ما حدّث به أبو الحسن، عن أبي سليم، أنّ معاوية قال لأبي هوذة بن شمّاس الباهليّ: لقد هممت أن أحمل جمعا من باهلة في سفينة ثم أغرقهم!فقال أبو هوذة: إذن لا ترضى باهلة بعدّتهم من بني أمية!قال: اسكت أيّها الغراب الأبقع!و كان به برص، فقال أبو هوذة: إنّ الغراب الأبقع ربّما درج إلى الرّخمة حتى ينقر دماغها، و يقلع عينيها!فقال يزيد بن معاوية: أ لا تقتله يا أمير المؤمنين؟ فقال: مه!و نهض معاوية. ثمّ وجهه بعد في سريّة فقتل. فقال معاوية ليزيد: هذا أخفى و أصوب[4]! و قال آخر[5]في نقر الغراب العيون: [من الوافر]
أتوعد أسرتي و تركت حجرا # يريغ سواد عينيه الغراب
و لو لاقيت علباء بن جحش # رضيت من الغنيمة بالإياب
و قال أبو حيّة-في أنّ الغراب يسمّونه الأعور تطيّرا منه[6]-: [من الكامل]
و إذا تحلّ قتودها بتنوفة # مرّت تليح من الغراب الأعور[7]
لأنها تخاف من الغربان، لما تعلم من وقوعها على الدّبر.
[1]المستقصى 2/59، و فصل المقال 474، 482، و جمهرة الأمثال 1/363.
[2]ديوان العرجي 116، و رواية صدره: (لم أحل عنك ما حييت بودي) .
[3]البيت لساعدة بن جؤية في شرح أشعار الهذليين 1098، و اللسان و التاج (شيب، عتب، غضب) ، و العين 4/413.