responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 194

باب القول في الغربان‌

اللهم جنبنا التكلّف، و أعذنا من الخطأ، و احمنا العجب بما يكون منه، و الثّقة بما عندنا، و اجعلنا من المحسنين.

نذكر على اسم اللّه جمل القول في الغربان، و الإخبار عنها، و عن غريب ما أودعت من الدّلالة، و استخزنت من عجيب الهداية.

و قد كنّا قدّمنا ما تقول العرب في شأن منادمة الغراب و الدّيك و صداقته له، و كيف رهنه عند الخمّار، و كيف خاس به و سخر منه و خدعه و كيف خرج سالما غير غارم، و غانما غير خائب، و كيف ضربت به العرب الأمثال، و قالت فيه الأشعار، و أدخلته في الاشتقاق لزجرها عند عيافتها و قيافتها، و كيف كان السبب في ذلك.

837-[ذكر الغراب في القرآن‌]

فهذا إلى ما حكى اللّه عزّ و جلّ من خبر ابني آدم، حين قرّبا قربانا فحسد الذي لم يتقبّل منه المتقبل منه، فقال عند ما همّ به من قتله، و عند إمساكه عنه، و التّخلية بينه و بين ما اختار لنفسه: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحََابِ اَلنََّارِ وَ ذََلِكَ جَزََاءُ اَلظََّالِمِينَ [1]. ثم قال: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ اَلْخََاسِرِينَ `فَبَعَثَ اَللََّهُ غُرََاباً يَبْحَثُ فِي اَلْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوََارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ [2] حتّى قال القائل، و هو أحد ابني آدم ما قال: فلو لا أنّ للغراب فضيلة و أمورا محمودة، و آلة و سببا ليس لغيره من جميع الطّير لما وضعه اللّه تعالى في موضع تأديب الناس، و لما جعله الواعظ و المذكّر بذلك. و قد قال اللّه عزّ و جلّ:


[1]29/المائدة: 5.

[2]30-31/المائدة: 5.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست