responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 17

الذي يمكنها فيه ما يريد، فتقدمت الفاجرة و عرض له رجل فشغله، و جاء إلى المنزل و قد قضى القوم حوائجهم و أخذت حاجتها، فلم تنتظره. فلما أتاهم و لم يرها قال:

أين هي؟قالوا: و اللّه قد فرغنا و ذهبت!قال فأيّ طريق أخذت؟قالوا: لا و اللّه ما ندري؟قال فإن عدوت في إثرها حتّى أقوم على مجامع الطرق أ تروني ألحقها؟قالوا:

لا و اللّه ما تلحقها!قال: فقد فاتت الآن؟قالوا: نعم. قال: فعسى أن يكون خيرا!فلم أسمع قطّ بإنسان يشكّ أنّ السّلامة من الذنوب خير غيره.

36-[قول الممرور في الجزء الذي لا يتجزّأ]

و سأل بعض أصحابنا أبا لقمان الممرور عن الجزء الذي لا يتجزّأ: ما هو؟قال:

الجزء الذي لا يتجزأ هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فقال له أبو العيناء محمد:

أ فليس في الأرض جزء لا يتجزأ غيره؟قال: بلى حمزة جزء لا يتجزأ، و جعفر جزء لا يتجزأ!قال فما تقول في العباس؟قال: جزء لا يتجزأ. قال: فما تقول في أبي بكر و عمر؟ قال: أبو بكر يتجزأ، و عمر يتجزأ. قال: فما تقول في عثمان؟قال: يتجزّأ مرّتين، و الزّبير يتجزّأ مرّتين. قال: فأيّ شي‌ء تقول في معاوية؟قال: لا يتجزأ و لا لا يتجزأ.

فقد فكرنا في تأويل أبي لقمان حين جعل الإمام جزءا لا يتجزأ إلى أيّ شي‌ء ذهب، فلم نقع عليه إلاّ أن يكون كان أبو لقمان إذا سمع المتكلّمين يذكرون الجزء الذي لا يتجزّأ، هاله ذلك و كبر في صدره، و توهّم أنّه الباب الأكبر من علم الفلسفة، و أن الشي‌ء إذا عظم خطره سموه بالجزء الذي لا يتجزأ.

و قد تسخفّنا في هذه الأحاديث، و استجزنا ذلك بما تقدّم من العذر، و سنذكر قبل ذكرنا القول في الحمام جملا من غرر و نوادر و أشعار و نتف و فقر من قصائد قصار و شوارد و أبيات، لنعطي قارئ الكتاب من كلّ نوع تذهب إليه النّفوس نصيبا إن شاء اللّه.

560-[تناسب الألفاظ مع الأغراض‌]

و لكلّ ضرب من الحديث ضرب من اللفظ، و لكلّ نوع من المعاني نوع من الأسماء: فالسّخيف للسخيف، و الخفيف للخفيف، و الجزل للجزل، و الإفصاح في موضع الإفصاح، و الكناية في موضع الكناية، و الاسترسال في موضع الاسترسال.

و إذا كان موضع الحديث على أنّه مضحك و مله، و داخل في باب المزاح و الطّيب، فاستعملت فيه الإعراب، انقلب عن جهته. و إن كان في لفظه سخف و أبدلت‌

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست