نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 143
باب القول في أجناس الذّبّان
بسم اللّه، و باللّه و الحمد للّه و لا حول و لا قوّة إلا باللّه. و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النبيّ الأميّ و على آله و صحبه و سلّم، و على أبرار عترته الطيّبين الأخيار.
أوصيك أيّها القارئ المتفهّم، و أيها المستمع المنصت المصيخ، ألاّ تحقر شيئا أبدا لصغر جثّته، و لا تستصغر قدره لقلّة ثمن.
752-[دلالة الدقيق من الخلق على اللّه]
ثمّ اعلم أنّ الجبل ليس بأدلّ على اللّه من الحصاة، و لا الفلك المشتمل على عالمنا هذا بأدلّ على اللّه من بدن الإنسان. و أنّ صغير ذلك و دقيقه كعظيمه و جليله.
و لم تفترق الأمور في حقائقها، و إنما افترق المفكّرون فيها، و من أهمل النّظر، و أغفل مواضع الفرق، و فصول الحدود.
فمن قبل ترك النّظر، و من قبل قطع النّظر، و من قبل النظر من غير وجه النّظر، و من قبل الإخلال ببعض المقدّمات، و من قبل ابتداء النّظر من جهة النّظر، و استتمام النظر مع انتظام المقدّمات-اختلفوا.
فهذه الخصال هي جمّاع هذا الباب، إلاّ ما لم نذكره من باب العجز و النقص، فإن الذي امتنع من المعرفة من قبل النّقصان الذي في الخلقة باب على حدة.
و إنما ذكرنا باب الخطأ و الصّواب، و التّقصير و التكميل. فإياك أن تسيء الظّنّ بشيء من الحيوان لاضطراب الخلق، و لتفاوت التركيب، و لأنّه مشنوء في العين، أو لأنّه قليل النّفع و الرّدّ؛ فإنّ الذي تظنّ أنّه أقلّها نفعا لعله أن يكون أكثرها ردّا، فإلاّ يكن ذلك من جهة عاجل أمر الدنيا، كان ذلك في آجل أمر الدين. و ثواب الدين و عقابه باقيان، و منافع الدنيا فانية زائلة؛ فلذلك قدّمت الآخرة على الأولى.
فإذا رأيت شيئا من الحيوان بعيدا من المعاونة، و جاهلا بسبب المكانفة[1]، أو [1]المكانفة: المعاونة «القاموس: كنف» .
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 143