responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 135

الإجابة و الإبطاء. فلا تبعدنّ غاية الضّعيف و الذّهول و القليل الصّبر على العطش، و لا تزجلنّ ما كان منشؤه في بلا الحرّ في بلاد البرد، و لا ما كان منشؤه في بلاد البرد في بلاد الحرّ؛ إلاّ ما كان بعد الاعتياد. و لا يصبر على طول الطيران في غير هوائه و أجوائه طائر إلا بطول الإقامة في ذلك المكان، و لا تستوي حاله و حال من لا يعدو هواءه و الهواء الذي يقرب من طباع هوائه.

738-[تعليم الحمام ورود الماء]

قال: و لا بدّ أن يعلّم الورود، فإذا أردت به ذلك فأورده العيون و الغدران و الأنهار، ثمّ حل بينه و بين النّظر إلى الماء، حتى تكفّ بصره بأصابعك عن جهة الماء و اتّساع المورد، إلاّ بقدر ما كان يشرب فيه من المساقي، ثمّ أوسع له إذا عبّ قليلا بقدر ما لا يروعه ذلك المنظر و ليكن معطّشا؛ فإنّه أجدر أن يشرب. تفعل به ذلك مرارا، ثمّ تفسح له المنظر أوّلا أوّلا، حتى لا ينكر ما هو فيه. فلا تزال به حتّى يعتاد الشّرب بغير سترة.

739-[استئناس الحمام و استيحاشه‌]

قال: و اعلم أنّ الحمام الأهليّ الذي عايش النّاس، و شرب من المساقي و لقط في البيوت يختلّ بالوحدة، و يستوحش بالغربة.

قال: و اعلم أنّ الوحشيّ يستأنس، و الأهلي يستوحش.

قال: و اعلم أنّه ينسى التّأديب إذا أهمل، كما يتأدّب بعد الإهمال.

740-[ترتيب الزجل‌]

و إذا زجلت فلا تخطرف به من نصف الغاية إلى الغاية، و لكن رتّب ذلك؛ فإنّه ربّما اعتاد المجي‌ء من ذلك البعد، فمتى أرسلته من أقرب منه تحيّر، و أراد أن يبتدئ أمره ابتداء. و هم اليوم لا يفعلون ذلك؛ لأنّه إذا بلغ الرّقّة أو فوق ذلك شيئا فقد صار عقدة، و صار له ثمن و غلّة. فهو لا يرى أن يخاطر بشي‌ء له قدر. و لكنّه إن جاء من هيت‌[1]أدرب‌[2]به؛ لأنّه إن ذهب لم يذهب شي‌ء له ثمن، و لا طائر له رئاسة؛ و ليس له اسم و لا ذكر؛ و إن جاء جاء شي‌ء كبير و خطير، و إن جاء من الغاية فقد حوى به ملكا. على هذا هم اليوم.


[1]هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار معجم البلدان 5/421.

[2]الدرب: كل مدخل إلى الروم أو النافذ منه، و درّب: عوّد المشي في الدروب «القاموس: درب» .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست