نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 13
23-[جواب أبي خزيمة الحارس]
[1] و كان عندنا حارس يكنى أبا خزيمة، فقلت يوما-و قد خطر على بالي-:
كيف اكتنى هذا العلج الألكن بأبي خزيمة؟ثمّ رأيته فقلت له: خبّرني عنك، أ كان أبوك يسمّى خزيمة؟قال: لا. قلت: فجدّك أو عمك أو خالك؟قال: لا. قلت: فلك ابن يسمّى خزيمة؟قال: لا. قلت: فكان لك مولّى يسمى خزيمة؟قال: لا. قلت:
فكان في قريتك رجل صالح أو فقيه يسمى خزيمة؟قال: لا. قلت: فلم اكتنيت بأبي خزيمة، و أنت علج ألكن، و أنت فقير، و أنت حارس؟قال: هكذا اشتهيت. قلت: فلأي شيء اشتهيت هذه الكنية من بين جميع الكنى؟قال: ما يدريني. قلت: فتبيعها السّاعة بدينار، و تسكتني بأيّ كنية شئت؟قال: لا و اللّه، و لا بالدّنيا و ما فيها!
24-[جواب الزيادي لمسعدة بن طارق]
و حدثني مسعدة بن طارق، قلت للزياديّ-و مررت به و هو جالس في يوم غمق[2]حارّ و مد[3]، على باب داره في شروع نهر الجوبار[4]بأردية، و إذا ذلك البحر يبخر في أنفه-قال فقلت له بعت دارك و حظّك من دار جدّك زياد بن أبي سفيان، و تركت مجلسك في ساباط غيث[5]، و إشرافك على رحبة بني هاشم، و مجلسك في الأبواب التي تلي رحبة بني سليم، و جلست على هذا النّهر في مثل هذا اليوم، و رضيت به جارا؟قال. نلت أطول آمالي في قرب هؤلاء البزّازين[6]. قلت له لو كنت بقرب المقابر فقلت نزلت هذا الموضع للاتّعاظ به و الاعتبار كان ذلك وجها. و لو كنت بقرب الحدّادين فقلت لأتذكّر بهذه النّيران و الكيران[7]نار جهنّم، كان ذلك قولا. و لو كنت اشتريت دارا بقرب العطّارين فاعتللت بطلب رائحة الطّيب كان ذلك وجها فأمّا قرب البزّازين فقط فهذا ما لا أعرفه. أ فلك فيهم دار غلّة، أو هل لك عليهم ديون حالّة، أو هل لك فيهم أو عندهم غلمان يؤدّون الضّريبة، أو هل لك معهم شركة مضاربة؟قال: لا. قلت: فما ترجو إذا من قربهم فلم يكن عنده إلاّ: نلت آمالي بقرب البزّازين.