نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 113
فقد يستقيم-و هو سهل جائز شائع مفهوم، و معقول قريب غير بعيد أن يكون إذا وضع طباع الطائر على هذا الوضع الذي تراه ألاّ يطير إلاّ بالأزواج. فإذا وضع على غير هذا الوضع، و ركّب غير هذا التّركيب صارت ثلاثة أجنحة و فوق تلك الطبيعة.
و لو كان الوطواط في وضع أخلاطه و أعضائه و امتزاجاته كسائر الطير، لما طار بلا ريش.
700-[الطير الدائم الطيران]
و قد زعم البحريّون أنّهم يعرفون طائرا لم يسقط قطّ، و إنما يكون سقوطه من لدن خروجه من بيضه إلى أن يتمّ قصب ريشه[1]، ثمّ يطير فليس له رزق إلاّ من بعوض الهواء و أشباه البعوض؛ إلاّ أنّه قصير العمر سريع الانحطام.
701-[بقية الحديث في أجنحة الملائكة]
و ليس بمستنكر أن يمزج الطائر و يعجن غير عجنه الأوّل فيعيش ضعف ذلك العمر. و قد يجوز أيضا أن يكون موضع الجناح الثالث بين الجناحين، فيكون الثالث للثاني كالثاني للأوّل، و تكون كلّ واحدة من ريشة عاملة في التي تليها من ذلك الجسم فتستوي في القوى و في الحصص.
و لعلّ الجناح الذي أنكره الملحد الضّيّق العطن أن يكون مركز قوادمه في حاقّ[2]الصّلب.
و لعلّ ذلك الجناح أن تكون الريشة الأولى منه معينة للجناح الأيمن و الثانية معينة للجناح الأيسر، و هذا مما لا يضيق عنه الوهم، و لا يعجز عنه الجواز.
فإذا كان ذلك ممكنا في معرفة العبد بما أعاره الربّ جلّ و عزّ، كان ذلك في قدرة اللّه أجوز. و ما أكثر من يضيق صدره لقلّة علمه!
702-[أعضاء المشي لدى الحيوان و الإنسان]
و قد علموا أنّ كلّ ذي أربع فإنّه إذا مشى قدّم إحدى يديه، و لا يجوز أن يستعمل اليد الأخرى و يقدّمها بعد الأولى حتّى يستعمل الرّجل المخالفة لتلك اليد:
إن كانت اليد المتقدّمة اليمنى حرّك الرّجل اليسرى، و إذا حرّك الرجل اليسرى لم [1]ربيع الأبرار 5/456.
[2]حاق الصلب: وسطه. ـ
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 113