responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 53

لا حميريّ و فى و لا عدس # و لا است عير يحكها الثّفر

لكن عوير و فى بذمّته # لا قصر عابه و لا عور

فانظر، كم كان عمر زرارة!و كم كان بين موت زرارة و مولد النبي عليه الصلاة و السلام؟!فإذا استظهرنا الشعر، وجدنا له-إلى أن جاء اللّه بالإسلام-خمسين و مائة عام، و إذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام.

قال: و فضيلة الشعر مقصورة على العرب، و على من تكلّم بلسان العرب.

44-[صعوبة ترجمة الشعر]

و الشعر لا يستطاع أن يترجم، و لا يجوز عليه النقل، و متى حوّل تقطّع نظمه و بطل وزنه، و ذهب حسنه و سقط موضع التعجب، لا كالكلام المنثور. و الكلام المنثور المبتدأ على ذلك أحسن و أوقع من المنثور الذي تحوّل من موزون الشعر.

قال: و جميع الأمم يحتاجون إلى الحكم في الدين، و الحكم في الصناعات، و إلى كلّ ما أقام لهم المعاش و بوّب لهم أبواب الفطن، و عرّفهم وجوه المرافق؛ حديثهم كقديمهم، و أسودهم كأحمرهم، و بعيدهم كقريبهم؛ و الحاجة إلى ذلك شاملة لهم.

و قد نقلت كتب الهند، و ترجمت حكم اليونانيّة، و حوّلت آداب الفرس، فبعضها ازداد حسنا، و بعضها ما انتقص شيئا، و لو حوّلت حكمة العرب، لبطل ذلك المعجز الذي هو الوزن، مع أنّهم لو حوّلوها لم يجدوا في معانيها شيئا لم تذكره العجم في كتبهم، التي وضعت لمعاشهم و فطنهم و حكمهم، و قد نقلت هذه الكتب من أمّة إلى أمّة، و من قرن إلى قرن، و من لسان إلى لسان، حتى انتهت إلينا، و كنّا آخر من ورثها و نظر فيها. فقد صحّ أنّ الكتب أبلغ في تقييد المآثر، من البنيان و الشعر.

ثم قال بعض من ينصر الشعر و يحوطه و يحتجّ له: إنّ التّرجمان لا يؤدّي أبدا ما قال الحكيم، على خصائص معانيه، و حقائق مذاهبه و دقائق اختصاراته، و خفيّات حدوده، و لا يقدر أن يوفيها حقوقها، و يؤدّي الأمانة فيها، و يقوم بما يلزم الوكيل و يجب على الجريّ، و كيف يقدر على أدائها و تسليم معانيها، و الإخبار عنها على حقّها و صدقها، إلاّ أن يكون في العلم بمعانيها، و استعمال تصاريف ألفاظها، و تأويلات مخارجها، و مثل مؤلّف الكتاب و واضعه، فمتى كان رحمه اللّه تعالى ابن‌

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست