نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 26
يكون سلاحه الأسنان كالبوم و الوطواط و ما أشبهها، و منه ما يكون سلاحه الصياصي كالدّيكة، و منه ما يكون سلاحه السّلح [1] كالحبارى [2] و الثعلب أيضا كذلك.
و السّبع من الطير: ما أكل اللحم خالصا، و البهيمة: ما أكلت الحبّ خالصا.
و في الفنّ الذي يجمعها من الخلق المركّب و الطبع المشترك، كلام سنأتي عليه في موضعه إن شاء اللّه تعالى.
و المشترك عندهم كالعصفور؛ فإنّه ليس بذي مخلب معقّف و لا منسر [3] و هو يلقط الحبّ، و هو مع هذا يصيد النّمل إذا طار، و يصيد الجراد، و يأكل اللحم، و لا يزقّ فراخه كما تزقّ الحمام، بل يلقمها كما تلقم السباع من الطير فراخها. و أشباه العصافير من المشترك كثير، و سنذكر ذلك في موضعه إن شاء اللّه تعالى.
و ليس كلّ ما طار بجناحين فهو من الطير؛ قد يطير الجعلان [4] و الجحل [5]
و اليعاسيب و الذّباب و الزّنابير و الجراد و النمل و الفراش و البعوض و الأرضة و النحل و غير ذلك، و لا يسمّى بالطير. و قد يقال ذلك لها عند بعض الذكر و السبب. و قد يسمّون الدجاج طيرا و لا يسمّون بذلك الجراد، و الجراد أطير، و المثل المضروب به أشهر [6] ، و الملائكة تطير، و لها أجنحة و ليست من الطير. و جعفر بن أبي طالب ذو جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء، و ليس جعفر من الطير.
و اسم طائر يقع على ثلاثة أشياء: صورة، و طبيعة، و جناح. و ليس بالريش و القوادم و الأباهر و الخوافي [7] ، يسمّى طائرا، و لا بعدمه يسقط ذلك عنه. أ لا ترى أنّ
[4] الجعلان: جمع جعل، دويبة تعض البهائم في فروجها فتهرب، و هي أكبر من الخنفساء، شديدة السواد؛ في بطنها حمرة. لها جناحان لا يكادان يريان إلا إذا طارت. «حياة الحيوان 1/277-278» .
[5] الجحل: الحبارى. و قيل هو الحرباء، و قيل الجعل، و قيل هو الضبّ الكبير المسن، و قيل هو اليعسوب العظيم كالجراد إذا سقط لا يضم جناحه. «حياة الحيوان 1/261» .
[6] من الأمثال: «أطير من الجراد» ، و المثل في مجمع الأمثال 1/441 و المستقصى 1/230 و جمهرة الأمثال 2/13.
[7] القوادم: ريش في مقدم جناح الطائر. و الخوافي: ريش يختفي إذا ضم الطائر جناحيه، و الأباهر:
ريش قصير.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 26