و قال صاحب الكلب: و مما اشتقّ من اسم الكلب في موضع النباهة، كليب بن ربيعة، هو كليب وائل. و يقال إنّه قيل في رجلين من بني ربيعة ما لم يقل في أحد من العرب، حتّى ضرب بهما المثل، و هو قولهم: «أعزّ من كليب وائل» [2] ، و الآخر: «لا حرّ بوادي عوف» [3] .
قالوا: و كانت ربيعة إذا انتجعت معه لم توقد نارا و لم تحوّض حوضا، و كان يحمي الكلأ و لا يتكلّم عنده إلاّ خفضا، و يجير الصيد و يقول: صيد أرض كذا و كذا في جواري لا يباح. و كان له جرو كلب قد كتعه [4] فربما قذف به في الروضة تعجبه، فيحميها إلى منتهى عوائه، و يلقيه بحريم الحوض فلا يرده بعير حتّى تصدر إبله [5] .
237-[ما قيل من الشعر في كليب]
و في ذلك يقول معبد بن شعبة التميمي: [من الطويل]
أظنّ ضرار أنّني سأطيعه # و أنّي سأعطيه الذي كنت أمنع
إذ اغرورقت عيناه و احمرّ وجهه # و قد كاد غيظا وجهه يتبضّع
تقدّم في الظلم المبيّن عامدا # ذراعا إذا ما قدّمت لك إصبع
كفعل كليب كنت أنبئت أنّه # يخلط أكلاء المياه و يمنع
يجير على أفناء بكر بن وائل # أرانب ضاح و الظباء فترتع
[1] البيت لجرير في ديوانه 814 (طبعة نعمان طه) ، و البيان و التبيين 2/250، و جمهرة اللغة 1096.
[2] مجمع الأمثال 2/42، و الفاخر 93، و الدرة الفاخرة 1/300، و جمهرة الأمثال 2/33، 65، و المستقصى 1/246، و الأمثال لابن سلام 262.
[3] مجمع الأمثال 2/326، و الدرة الفاخرة 2/419، و الفاخر 236، و جمهرة الأمثال 2/346، 406، 414، و المستقصى 2/262، و فصل المقال 129، و الأمثال لابن سلام 94.