responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 143

المرتاب من المتكلّمين أن يتحلّى برمي الناس بالرّيبة، و يتزيّن بإضافة ما يجد في نفسه إلى خصمه، خوفا من أن يكون قد فطن له، فهو يستر ذلك الداء برمي الناس به.

و نسك الخارجيّ الذي يتحلّى به و يتزيّا بجماله، إظهار استعظام المعاصي، ثم لا يلتفت إلى مجاوزة المقدار و إلى ظلم العباد، و لا يقف على أنّ اللّه تعالى لا يحبّ أن يظلم أظلم الظّالمين، و أنّ في الحقّ ما وسع الجميع.

و نسك الخراسانيّ أن يحجّ و ينام على قفاه، و يعقد الرّئاسة، و يتهيّأ للشّهادة، و يبسط لسانه بالحسبة. و قد قالوا: إذا نسك الشّريف تواضع، و إذا نسك الوضيع تكبّر. و تفسيره قريب واضح.

و نسك البنوي و الجنديّ طرح الديوان، و الزّراية على السّلطان. و نسك دهاقين السّواد ترك شرب المطبوخ. و نسك الخصيّ لزوم طرسوس و إظهار مجاهدة الروم.

و نسك الرافضيّ ترك النبيذ. و نسك البستانيّ ترك سرقة الثّمر. و نسك المغنّي الصّلاة في الجماعة و كثرة التسبيح، و الصلاة على النبيّ صلى اللّه عليه و سلم.

و نسك اليهوديّ التشدّد في السّبت و إقامته.

و الصوفيّ المظهر النّسك من المسلمين، إذا كان فسلا يبغض العمل تطرف و أظهر تحريم المكاسب، و عاد سائلا، و جعل مسألته وسيلة إلى تعظيم الناس له.

و إذا كان النّصرانيّ فسلا نذلا مبغضا للعمل، و ترهّب و لبس الصّوف؛ لأنّه واثق أنّه متى لبس و تزيّا بذلك الزّيّ و تحلّى بذلك اللّباس، و أظهر تلك السّيما، أنّه قد وجب على أهل اليسر و الثّروة منهم أن يعولوه و يكفوه، ثمّ لا يرضى بأن ربح الكفاية باطلا حتى استطال بالمرتبة.

فإذا رمى المتكلّم المريب أهل البراءة، ظنّ أنّه قد حوّل ريبته إلى خصمه، و حوّل براءة خصمه إليه. و إذا صار كلّ واحد من هذه الأصناف إلى ما ذكرنا، فقد بلغ الأمنيّة، و وقف على النّهاية. فاحذر أن تكون منهم و اعلم أنّك قد أشبهتهم في هذا الوجه، و ضارعتهم في هذا المذهب.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست