responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحجة في الفقه نویسنده : الحائري اليزدي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 129

المقدمة الثانية

إنّ المقدمات بأسرها، داخلية كانت أو خارجيّة، تحليليّة كانت أو غيرها، لا تكاد تكون واجبة بوجوب آخر غير وجوب ذويها فلا يكون لها امتثال و معصية غير امتثال أمر ذويها و معصيتها و لذلك لو فرض وجوب المقدمات بوجوب ترشحى غيرى من ناحيه ذويها لا يكون هذا الوجوب مقربا و محصلا لغرض المولى فليس لهذا النحو من الوجوب امتثال أو معصية أو محبوبيّة أو مقربيّة. و الحاصل أن المقدمات لا تكون مقربة إلّا بمقربيّة ذى المقدمات لأن شيئيّتها ليس إلّا شيئيّة وسيلة للوصول إلى ذي المقدمات و الإتيان بذي المقدمات و امتثالها و مقربيتها، حتى المقدمات التى تعلق الأمر بها أحيانا قبل تعلق الأمر بذوي المقدّمات. فلو لم يأت المكلف بالمقدمات لا تكون تركها عصيانا و لا فعلها مقربا و إطاعة لأمرها و عملا لوظيفة العبوديّة فيكون تعلّق الأمر بها كالحجر الموضوع بجنب الانسان و بالجملة ليست الأوامر المتعلقة بالمقدّمات نفسية بل إنّها فانية في الأمر النفسي المتعلق بذي المقدمات.

المقدمة الثالثة:

إنّ حق التّحقيق في العبادات على خلاف ما اشتهر بين الأعلام. و هو أنّ أمر الامر ليس داعيا و باعثا أو محركا للإتيان بالعمل العبادي مطلقا بل أمر المولى يقوم مقام الموضوع لتحقق الإطاعة، و المحرك الباعث الحقيقي تكون المبادي الاخرى توجد في نفس المكلف و تحركه نحو العمل بتكليفه و تلك المبادى النفسية المحركة متفاوتة على حسب تفاوت مراتب إيمان العباد و درجات خلوصهم، فإنّ مبدأ التحريك لإطاعة أمر المولى قد يكون حبّه لمولاه و قد يكون إدراك عظمته و مقهوريّة العبد تحت نور سطوته و جلاله و جماله الذي يعدّ من أعلى درجات العبوديّة و بعد تلك المرتبة مشاهدة العبد نعماء مولاه و استغراقه في بحار رحمته و آلائه من أول نشأة وجوده إلى آخر أيّة مرتبة من النعمات الظاهرية و الباطنية و الحسّيّة و المعنوية. و معلوم أنّ التوجه و الدرك لتلك المزايا في النفس أقوى مبدإ محرك نحو الطاعة لأوامره و الانزجار و الانصراف عن نواهيه. و بعد هذه المرتبة من الطاعة مرتبة الخوف من ناره و شدّة عذابه و الطمع فى دخول الجنة و نعمائه‌

نام کتاب : الحجة في الفقه نویسنده : الحائري اليزدي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست