responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على قوانين الأصول نویسنده : الموسوي القزويني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 263

فقال ابو جعفر ع ويحك يا قتادة ان كنت انما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت و اهلكت و ان كنت اخذته من الرّجال فقد هلكت و اهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد حلال و كرى حلال يؤمّ هذا البيت عارفا بحقّنا يهوانا قلبه كما قال اللّه تعالى و اجعل افئدة من الناس تهوى اليهم و لم يعن البيت فيقول اليه و نحن و اللّه دعوة ابراهيم الّتى من هوانا قلبه قبلت حجّته و إلّا فلا يا قتادة فاذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنّم يوم القيمة قال قتادة لا جرم و اللّه لا فسّرتها الّا هكذا فقال ابو جعفر ع ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به‌

قوله يدفعه انّ جميع الحاضرين مجلس الخطاب و الوحى‌

فانّ من خوطب به بناء على اختصاص الخطابات الشفاهيّة بالحاضرين او عمومها لهم و للموجودين فى زمان الخطاب الغائبين عن مجلسه يعمّ غير الائمة ع بل لا يعمّ من الأئمة ع الّا امير المؤمنين ع و الحسنين عليهما السّلم فى الجملة و حصره عليه السّلم علم القرآن فيمن خوطب به يستدعى كون غير الأئمة ع من الحاضرين فى مجلس الخطاب بل مطلق الموجودين فى زمانه يعلم القرآن و يعرفه و التحقيق فى الجواب ان يقال ان المراد حصر علم جميع القرآن حتّى متشابهاته و انّما عبّر عن اهل البيت العصمة ع بمن خوطب به لانهم مخاطبون واحدا بعد واحد بعلم جميع القرآن بتعليم من اللّه سبحانه لرسوله و من الرّسول ص لوصيّه و هكذا وصّى الوصيّ الى ان ينتهى الى الثانى عشر الامام المنتظر (عجّل اللّه فرجه) و الشاهد لذلك على ما فى حديث قتادة حيث انه لما قال لا بل بعلم يتضمّن ذلك دعوى علمه بكلّ القرآن حتّى متشابهاته ثم فسّر آية السّير بمن خرج من بيته بزاد و راحلة و كرى حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتّى يرجع الى اهله فنبّه على فهمه من الآية امورا ثلث احدها كونها فى شان المريد للبيت الذى يخرج من بيته بزاد و راحلة و كرى حلال و هذا هو ظاهر سياق الآية بقرينة الآيات المتقدّمة عليها و ثانيها فهمه من اطلاق الأمر بالسّير كون السّير مطلقا فى حقّ المريد للبيت الخارج من بيته غير مشروط بشي‌ء يرجع اليه و ثالثها فهمه كون المراد من آمنين الامان الدنيوى الذى هو عبارة عن السّلامة من القتل و القطع و اخذ النفقة الى ان يرجع الى اهله فصوّبه الامام فى فهمه الاوّل حيث قال ذلك من خرج من بيته بزاد حلال و كرى حلال يؤمّ هذا البيت فدلّ على انّ ذلك من ظاهر الآية الذى لا يختصّ فهمه باهل بيت العصمة و خطّأه فى فهمه الأمرين الآخرين ففى الاوّل بقوله ع عارفا بحقّنا يهوانا قلبه دلّ ذلك على انّ المراد من المطلق هاهنا هو المقيّد الّذى يفيد اشتراط صحة العمل و قبوله بولاية اهل البيت ع و فى الثانى بقوله ع فاذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنّم يوم القيمة دلّ ذلك على انّ المراد من آمنين الامان الاخروىّ لا ما فهمه قتادة فنبّهه ع على انّ هذين من المتشابه الذى علمه منحصر فى اهل البيت ع و ظهر من ذلك لقتادة خطائه فى دعوى العلم بجميع القرآن حتّى انه عدل عمّا فهمه بقوله لا جرم و اللّه لا فسّرتها الّا هكذا فليتدبّر

قوله و فيه انه ظاهر بل صريح فى انّ المراد علم جميعه‌

وجه الظهور او الصّراحة انّه عليه السلم حيث قال قد انزل اليه القرآن و جعل فيه تبيان كلّ شي‌ء اراد جميع القرآن جزما لان المنزل الى الرّسول و ما فيه تبيان كلّ شي‌ء انما هو جميعه و ينهض ذلك قرنية على ارادة الجميع من قوله و جعل للقرآن و لعلم القرآن اهلا و لا ريب انّ كونه بحيث يعلم اهل الذكر الذين امر اللّه هذه الأمّة بسؤالهم جميعه لا ينافى كون بعضه بحيث يعلمه او يقدر على فهمه غيرهم بل فى الأخبار ما هو صريح فى ذلك كقول امير المؤمنين فى حديث فى احتجاجه على زيد يق ثم انّ اللّه قسّم كلامه ثلاثة اقسام فجعل قسما منه يعرفه العالم و الجاهل و قسما منه لا يعرفه الّا من صفا ذهنه و لطف حسه و صحّ تمييزه ممّن شرح اللّه صدره للإسلام و قسما لا يعلمه الّا اللّه و ملائكته و الراسخون فى العلم و انّما فعل ذلك لئلّا يدّعى اهل الباطل المستولين على ميراث رسول اللّه ص من علم الكتاب ما لم يجعله اللّه لهم و ليقودهم الاضطرار الى الايتمام بمن وليّ امرهم فاستكبروا عن طاعته و هذا الحديث الشريف حجّة عليهم لانه يكشف بصراحته عن غواشى الاوهام و دلّ على انه كلّ ما ورد فى اخبار اهل بيت العصمة ع من حصر علم القرآن فيهم عليهم السّلم انّما اريد به حصر علم جميعه باعتبار انحصار علم بعضه فيهم لا غير لنكتة ان لا يتظاهر عليهم اهل الخلاف المتامّرين المستولين على حقّهم الذى جعله اللّه لهم بادّعاء انهم يشاركهم فى علم القرآن ثم ان مراده ع فى التّقسيم ان القسم الاوّل من القرآن ما يفهمه العوام و العلماء مثل ان اللّه لا يظلم الناس شيئا و لا يظلم مثقال ذرّة و خالق كلّ شي‌ء و اقيموا الصّلاة و آتوا الزكاة و لا تقربوا الزنا و انّما حرّم عليكم الميتة و الدّم و لحم الخنزير

نام کتاب : الحاشية على قوانين الأصول نویسنده : الموسوي القزويني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست