. و قد ذكر بعض العلماء[2] أن أسباب
القوم في تأخرهم عن نصرة أمير المؤمنين ع بعد البيعة له معروفة و أن الذي أظهروه
من الأعذار في خلافه خداع منهم و تمويه و ستر على أنفسهم مما استبطنوه منه خوفا من
الفضيحة فيه فقال أما سعد بن مالك[3] فسبب قعوده
عن نصرة أمير المؤمنين ع الحسد له و الطمع الذي كان منه في مقامه الذي يرجوه فلما
خاب من أمله حمله الحسد على خذلانه و المباينة له في الرأي قال و الذي أفسد سعدا و
أطمعه فيما ليس له بأهل و جرأة على مسامات أمير المؤمنين ع عمر بن الخطاب بإدخاله
إياه في الشورى و تأهيله إياه للخلافة و إيهامه لذلك أنه محل للإمامة فأقدم عليه و
أفسد حاله في الدنيا و الدين حتى خرج منها صفرا[4] مما كان يرتجيه.
و أما أسامة بن زيد فإن
النبي ص كان ولاه في مرضه الذي توفي فيه على أبي بكر و عمر و عثمان[5] فلما مضى
رسول الله ص لسبيله[6] انصرف القوم
عن معسكره و خدعوه بتسميته مدة حياتهم له بالإمرة مع
[3]- أي سعد بن أبي وقّاص، لأنّ اسم أبي وقّاص
مالك.
[4]-« صفر، و زان حمل: أي خال من المتاع، و هو صفر
اليدين ليس فيهما شيء، مأخوذ من الصفير و هو الصوت الخالي عن الحروف» المصباح
المنير ص 404( صفر).
[5]- انظر مغازي الواقدي ج 2 ص 1117، و سيرة ابن
هشام ج 4 ص 291، و طبقات ابن سعد ج 2 ص 189- 190، و تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 113، و
تاريخ الطبريّ ج 3 ص 184، و المغني ج 20 ق 1 ص 348، و الشافي ج 4 ص 147، و تلخيص
الشافي ج 3 ص 177، و إعلام الورى ص 135، و الكامل ج 2 ص 334- 335، و كشف المراد ص
375، و تاريخ الإسلام ص 19.
[6]-« مضى بسبيله: مات» لسان العرب ج 15 ص 283(
مضي).
نام کتاب : الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 97