و خزيمة ذا الشهادتين‌[1] و إن كانوا قد زلوا في سفك الدماء في القتال فإنه مغفور لهم ذلك لما[2] قدموا من عظيم طاعتهم لله تعالى و جهادهم مع رسول الله ص و صحبتهم له و مواساتهم إياه و كذلك قولهم في عائشة و طلحة و الزبير و من شاركهم‌[3] في القتال ممن له صحبة و سالف جهاد و أما[4] من سوى الصحابة من الفريقين فهم بقتالهم‌[5] و استحلالهم الدماء من أهل النار[6] و حكوا عن بعض مشيختهم و أئمتهم في الدين إنه كان يقول نجا القادة و هلك الأتباع‌[7] و فرقوا بين الصحابي و غيره في ذلك بحديث‌

رَوَوْهُ عَنِ النَّبِيِّ ص‌ أَنَّهُ قَالَ لِبَعْضِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ وَ قَدْ سَامَى‌[8] رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ: إِيَّاكُمْ وَ أَصْحَابِي لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مَدَى أَحَدِهِمْ وَ لَا نِصْفَهُ‌ز[9].

-

رأي فرقة مستضعفة-

. و منهم فرقة أخرى قالت لا ينبغي لأحد أن يخوض في ذكر الصحابة و ما جرى‌

[1]- في النسخ الثلاث: ذي الشهادتين، و الصحيح ما أثبتناه.

[2]- م: بما.

[3]- ق، ط: شركهم.

[4]- م، ق: فأمّا.

[5]- م: بقتاله.

[6]- المقالات و الفرق ص 12، و فرق الشيعة ص 15، و الفرق بين الفرق ص 121.

[7]- ط: نجت؛ ق: نجوا. و هذه الجملة قول حوشب و هاشم الأوقص. راجع الفرق بين الفرق ص 121. و في المصدر هكذا« نجت القادة و هلكت الأتباع».

[8]- م: شاتم. و سامى: فاخر« المساماة: المفاخرة» لسان العرب ج 14 ص 397( سما).

[9]- مسند أحمد ج 3 ص 11، و فضائل الصحابة ج 1 ص 51 و 365، و صحيح مسلم ج 16 ص 92، و سنن أبي داود ج 4 ص 214، و سنن ابن ماجة ج 1 ص 57، و سنن الترمذي ج 5 ص 653، و الإنصاف ص 64، و الفصل ج 4 ص 114، و النهاية ج 5 ص 65، و شرح نهج البلاغة ج 20 ص 11، و التمهيد و البيان ص 236، و كنز العمّال ج 11، ص 528.