اعتراف مروان بالظلم
و
رَوَى أَبُو مِخْنَفٍ وَ الْمَسْعُودِيُّ عَنْ هَاشِمِ[1] بْنِ الْبَرِيدِ[2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ هَاشِمِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ اجْتَمَعَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَ اللَّهِ لَقَدْ ظَلَمْنَا هَذَا الرَّجُلَ يَعْنُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ نَكَثْنَا بَيْعَتَهُ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ وَ اللَّهِ لَقَدْ ظَهَرَ عَلَيْنَا فَمَا رَأَيْنَا قَطُّ أَكْرَمَ سِيرَةً مِنْهُ وَ لَا أَحْسَنَ عَفَواً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقُومُوا[3] حَتَّى نَدْخُلَ عَلَيْهِ وَ نَعْتَذِرَ إِلَيْهِ مِمَّا صَنَعْنَاهُ قَالَ: فَصِرْنَا إِلَى بَابِهِ فَاسْتَأْذَنَّاهُ فَأَذِنَ لَنَا فَلَمَّا مَثُلْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ جَعَلَ مُتَكَلِّمُنَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ ع:
«أَنْصِتُوا أَكْفِكُمْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ فَإِنْ قُلْتُ حَقّاً فَصَدِّقُونِي وَ إِنْ قُلْتُ بَاطِلًا فَرُدُّوا عَلَيَّ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ! أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا قُبِضَ كُنْتُ[4] أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ وَ بِالنَّاسِ مِنْ بَعْدِهِ؟ قُلْنَا: اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ: «فَعَدَلْتُمْ عَنِّي وَ بَايَعْتُمْ أَبَا بَكْرٍ فَأَمْسَكْتُ وَ لَمْ أُحِبَّ أَنْ[5] أَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ وَ أُفَرِّقَ بَيْنَ جَمَاعَتِهِمْ ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ جَعَلَهَا لِعُمَرَ مِنْ بَعْدِهِ فَكَفَفْتُ وَ لَمْ أَهِجِ النَّاسَ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنِّي كُنْتُ أَوْلَى
[1]- ق: أبي هاشم؛ ط: أبي هشام، و الأصح ما أثبتناه.
[2]- م: الوليد.
[3]- ط: تعالوا.
[4]- ق، ط: قبض و.
[5]- م، ق:- أن.