[فصل في] كتاب أمير المؤمنين ع إلى قرظة بن كعب و أهل الكوفة
وَ رَوَى عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ[1] عَنْ عَامِرٍ الْأَسَدِيِ أَنَّ عَلِيّاً كَتَبَ بِفَتْحِ الْبَصْرَةِ مَعَ عَمْرِو[2] بْنِ سَلَمَةَ الْأَرْحَبِيِّ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ «مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ وَ مَنْ قِبَلَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكُمُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّا لَقِينَا الْقَوْمَ النَّاكِثِينَ لِبَيْعَتِنَا الْمُفَرِّقِينَ لِجَمَاعَتِنَا الْبَاغِينَ عَلَيْنَا مِنْ أُمَّتِنَا فَحَاجَجْنَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَنَصَرَنَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ قَتَلَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ قَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَيْهِمَا بِالْمَعْذِرَةِ[3] وَ اسْتَشْهَدْتُ عَلَيْهِمَا صُلَحَاءَ الْأُمَّةِ[4] وَ نَكْثِهِمَا بِالْبَيْعَةِ فَمَا أَطَاعَا الْمُرْشِدِينَ وَ لَا أَجَابَا النَّاصِحِينَ وَ لَاذَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ[5] بِعَائِشَةَ فَقُتِلَ حَوْلَهَا عَالَمٌ[6] جَمٌّ لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ ضَرَبَ اللَّهُ وَجْهَ بَقِيَّتِهِمْ فَأَدْبَرُوا فَمَا كَانَتْ نَاقَةُ الْحِجْرِ بِأَشْأَمَ مِنْهَا عَلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمِصْرِ مَعَ مَا جَاءَتْ بِهِ مِنَ الْحُوبِ[7] الْكَبِيرِ فِي مَعْصِيَتِهَا لِرَبِّهَا وَ نَبِيِّهَا وَ اغْتِرَارِ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا وَ مَا صَنَعَتْهُ مِنَ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِلَا بَيِّنَةٍ وَ لَا مَعْذِرَةٍ وَ لَا حُجَّةٍ لَهَا فَلَمَّا هَزَمَهُمُ اللَّهُ أَمَرْتُ أَنْ لَا يُقْتَلَ مُدْبِرٌ وَ لَا يُجْهَزَ عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا يُكْشَفَ عَوْرَةٌ وَ لَا يُهْتَكَ سِتْرٌ وَ لَا يُدْخَلَ دَارٌ إِلَّا
[1]- في النسخ الثلاث: بن الصلت، و الأصح ما أثبتناه.
[2]- في النسخ الثلاث: عمر، و المثبت هو الصحيح.
[3]- م، ط: النذر.
[4]- م:- و استشهدت عليهما صلحاء الأمّة.
[5]- ق، ط: البغي.
[6]- ق، ط:- عالم.
[7]-« الحوب: الإثم» تهذيب اللغة ج 5 ص 269( حوب).