[باب أحوال امير المومنين ع]
[فصل في] طواف أمير المؤمنين ع على القتلى و تكلمه معهم
وَ لَمَّا انْجَلَتِ[1] الْحَرْبُ بِالْبَصْرَةِ وَ قُتِلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ حُمِلَتْ عَائِشَةُ إِلَى قَصْرِ بَنِي خَلَفٍ رَكِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ تَبِعَهُ أَصْحَابُهُ وَ عَمَّارٌ رَحِمَهُ اللَّهُ يَمْشِي مَعَ رُكَّابِهِ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْقَتْلَى يَطُوفُ عَلَيْهِمْ فَمَرَّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ وَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ حِسَانٌ مُشْتَهِرَةٌ فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا وَ اللَّهِ رَأْسُ النَّاسِ فَقَالَ ع: «لَيْسَ بِرَأْسِ النَّاسِ وَ لَكِنَّهُ شَرِيفٌ مَنِيعُ النَّفْسِ» ثُمَّ مَرَّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ فَقَالَ: «هَذَا يَعْسُوبُ الْقَوْمِ وَ رَأْسُهُمْ صَرِيعاً كَمَا تَرَوْنَهُ» ثُمَّ جَعَلَ يَسْتَعْرِضُ الْقَتْلَى رَجُلًا رَجُلًا فَلَمَّا رَأَى أَشْرَافَ قُرَيْشٍ صَرْعَى فِي جُمْلَةِ الْقَتْلَى قَالَ: «جُدِعَتْ أَنْفِي[2] أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ مَصْرَعُكُمْ لَبَغِيضاً[3] إِلَيَّ وَ لَقَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ وَ حَذَّرْتُكُمْ عَضَّ السُّيُوفِ وَ كُنْتُمْ أَحْدَاثاً لَا عِلْمَ لَكُمْ بِمَا تَرَوْنَ وَ لَكِنَّ الْحَيْنَ
[1]- م: انتجزت.
[2]-« جدعت الأنف جدعا من باب نفع: قطعته» المصباح المنير ص 114( جدع).
[3]- م: بغيضا.