وَ اللَّهِ لَقَدْ قَاتَلَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص غَيْرَ مَرَّةٍ وَ لَكِنَّهُ الْحَيْنُ وَ مَصَارِعُ السَّوْءِ[1].
وَ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع بِرَأْسِ الزُّبَيْرِ وَ سَيْفِهِ وَ جَاءَهُ الرَّسُولُ يُهَنِّئُهُ بِالْفَتْحِ تَلَا عَلَيْهِ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُوا أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ[2].
وَ رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ فِرَاسٍ عَنْ غَزَالِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الزُّبَيْرُ وَ جِيءَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: «أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ[3] مَا اجْتَرَأَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ عَلَى قِتَالِي وَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنْ طَلْحَةَ وَ مَا زَالَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى بَلَغَ ابْنُهُ فَقَطَعَ بَيْنَنَا»[4].
وَ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ[5] عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ يَقُولُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَأُدْرِكَنَّ ثَارَ عُثْمَانَ فَرَمَيْتُ طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فَقَطَعْتُ نَسَاهُ وَ كَانَ كُلَّمَا سَدَّ[6] الْمَوْضِعَ غَلَبَ الدَّمُ[7] وَ أَلَمُهُ فَقَالَ لِغُلَامِهِ دَعْهُ فَهُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَيْلَكَ اطْلُبْ لِي مَوْضِعاً أَحْتَرِزُ فِيهِ[8] فَلَمْ يَجِدْ لَهُ مَكَاناً فَاحْتَمَلَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتَ أَعْرَابِيَّةٍ ثُمَّ ذَهَبَ فَصَبَرَ هُنَيَّةً[9] وَ رَجَعَ فَوَجَدَهُ قَدْ
[1]- طبقات ابن سعد ج 3 ص 110- 112، و أنساب الأشراف ص 254- 258، و العقد الفريد ج 4 ص 323، و مروج الذهب ج 2 ص 372- 373، و الفصول المختارة ص 108.
[2]- النساء( 4): 141.
[3]- كذا في النسخ الثلاث، و في قصة حاطب بن أبي بلتعة راجع مغازي الواقدي ج 2 ص 797 و سيرة ابن هشام ج 4 ص 40، و إعلام الورى ص 105.
[4]- قارن بعضه بتاريخ الطبريّ ج 4 ص 509.
[5]- م، ق: جعير؛ ط: جبير، و المثبت هو الأصح.
[6]- ق: نبذ؛ ط: شدّ.
[7]- ط:+ عليه.
[8]- ق، ط: به.
[9]- في النسخ الثلاث: هنيئة، و هو تحريف.