سَرْعَانَ الْمَيْمَنَةَ وَ الْمَيْسَرَةَ وَ حَمَلَ سَرْعَانَ الْقَلْبَ
فَأَسْمَعُ عَلِيّاً يُنَادِي ابْنَهُ «تَقَدَّمْ بِالرَّايَةِ وَ تَوَسَّطِ الْقَلْبَ فَيُنْكَرَ مَنْ تَقَدَّمَكَ[1] فَإِنْ جَالُوا[2] أَوْ دَفَعُوا يَلْحَقْكَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْكَ وَ كَانَ خَلْفَكَ» ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ «أَصْحَابُكَ أَمَامَكَ تَقَدَّمْ تَقَدَّمْ» وَ تَقَدَّمَ عَلِيٌّ وَ الرَّايَةُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَ جَرَّدَ سَيْفَهُ وَ ضَرَبَ رَجُلًا فَأَبَانَ زَنْدَهُ ثُمَّ انْتَهَى إِلَى الْجَمَلِ وَ قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ وَ اخْتَلَطُوا وَ أَحْدَقُوا بِهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ نَاحِيَةٍ وَ اسْتَجَنَّ النَّاسُ تَحْتَ بِطَانِ الْجَمَلِ فَأَنْظُرُ وَ اللَّهِ إِلَى عَلِيٍّ ع يَصِيحُ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ «اقْطَعِ الْبِطَانَ» وَ أَرَى عَلِيّاً قَدْ قَتَلَ مِمَّنْ أَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ عَشَرَةً بِيَدِهِ وَ كُلَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مَسَحَ سَيْفَهُ بِثِيَابِهِ ثُمَّ جَاوَزَهُ حَتَّى صِرْنَا فِي أَيْدِيهِمْ كَأَنَّنَا غَنَمٌ نُسَاقُ فَانْصَرَمْنَا[3] حِينَئِذٍ أَمْرُنَا وَ تَلَاوَمْنَا وَ نَدِمْنَا.
[1]- كذا في، ط، و في ق: فينكر من يقدمك، و في م: فتكوين تقدمك.
[2]- م، ق: حالوا.
[3]- ط: انصرفنا.