تردد الزبير في حرب أمير المؤمنين ع‌

و روى داود بن أبي هند عن أبي عمرة مولى الزبير أن الزبير قال يومئذ أ لا ألف فارس أ لا[1] خمسمائة فارس ينهضون معي الساعة لأسير بهم إلى علي بن أبي طالب فإما أن أبيته‌[2] بياتا أو أصبحه صباحا لعلي أقتله قبل أن يأتيه مدده فلم يخف معه أحد فاغتاظ لذلك و قال هذه و الله الفتنة التي كنا نحدث‌[3] بها فقال له مولاه أبو عمرة رحمك الله يا أبا عبد الله تسميها فتنة ثم ترى القتال فيها فقال ويحك إنا نبصر[4] و لكن لا نصبر[5] ثم قال بعد ذلك بيوم أو يومين و الله ما كان أمر قط إلا علمت أين أضع قدمي فيه إلا هذا الأمر فإني لم أدر أنا فيه مقبل أو مدبر فقال له ابنه عبد الله و الله ما بك هذا و إنا لنتعامى‌[6] فما يحملك على هذا القول إلا أنك أحسست برايات علي بن أبي طالب قد أظلت و علمت أن الموت الناقع‌[7] تحتها فقال له اعزب‌[8] ويحك فإنك‌[9] لا علم لك بالأمور[10].

[1]- ق، ط: لو كان لي ألف فارس إلى.

[2]- ق، ط: آتي به.

[3]- ق، ط: نتحدّث.

[4]- ق، ط: نبصره.

[5]- في تاريخ الطبريّ ج 4 ص 475: لا نبصر.

[6]-« تعامى: أظهر العمى، يكون في العين و القلب» لسان العرب ج 15 ص 97( عمي).

[7]-« موت ناقع: دائم» لسان العرب ج 8 ص 360( نقع).

[8]-« عزب الشي‌ء: بعد و خفي» المعجم الوسيط ج 2 ص 598( غرب).

[9]- ط: فإنّك.

[10]- تاريخ الطبريّ ج 4 ص 475- 476، و المغني ج 20 ق 2 ص 86، و الكامل ج 3 ص 220، و شرح-- نهج البلاغة ج 14 ص 14، و ج 2 ص 166، و الدر النظيم ج 1 الورقة 123. و قارن بتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 182- 183، و الفتوح م 1 ص 474، و مروج الذهب ج 2 ص 372، و الشافي ج 4 ص 335، و الكامل ج 3 ص 240، و تذكرة الخواص ص 71، و نهاية الأرب ج 20 ص 64.