خطبة أمير المؤمنين ع بذي قار
ثُمَّ قَامَ وَ خَطَبَهُمْ[1] فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ص ثُمَّ قَالَ «يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ إِنَّكُمْ مِنْ أَكْرَمِ الْمُسْلِمِينَ وَ أَعْدَلِهِمْ سُنَّةً وَ أَفْضَلِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ سَهْماً وَ أَجْوَدِهِمْ فِي الْعَرَبِ مَرْكَباً وَ نِصَاباً حِزْبُكُمْ[2] بُيُوتَاتُ الْعَرَبِ وَ فُرْسَانُهُمْ وَ مَوَالِيهِمْ أَنْتُمْ أَشَدُّ الْعَرَبِ وُدّاً لِلنَّبِيِّ ص وَ إِنَّمَا اخْتَرْتُكُمْ ثِقَةً بِكُمْ[3] 3 لِمَا بَذَلْتُمْ لِي أَنْفُسَكُمْ عِنْدَ نَقْضِ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ بَيْعَتِي وَ عَهْدِي وَ خِلَافِهِمَا طَاعَتِي وَ إِقْبَالِهِمَا بِعَائِشَةَ لِمُخَالَفَتِي وَ مُبَارَزَتِي وَ إِخْرَاجِهِمَا لَهَا مِنْ بَيْتِهَا حَتَّى أَقْدَمَاهَا الْبَصْرَةَ وَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فِرْقَتَانِ فِرْقَةُ الْخَيْرِ وَ الْفَضْلِ وَ الدِّينِ قَدِ اعْتَزَلُوا وَ كَرِهُوا مَا فَعَلَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ»[4].
ثُمَّ سَكَتَ ع.
فَأَجَابَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ نَحْنُ أَنْصَارُكَ وَ أَعْوَانُكَ عَلَى عَدُوِّكَ وَ لَوْ دَعَوْتَنَا إِلَى أَضْعَافِهِمْ مِنَ النَّاسِ احْتَسَبْنَا فِي ذَلِكَ الْخَيْرَ وَ الْأَجْرَ وَ رَجَوْنَاهُ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ خَيْراً[5].
[1]- م:- و خطبهم.
[2]- كذا في ط؛ و في م: جربتكم؛ ق: جربكم.
[3]- ق، ط:- بكم.
[4]- كأنّه لم يذكر عليه السلام الفرقة الأخرى لوضوحها.
[5]- الإرشاد ص 133.