إرسال محمد بن الحنفية و محمد بن أبي بكر إلى الكوفة
وَ قَدْ ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ أَنْفَذَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ رُسُلًا وَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ كِتَاباً عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَ قَبْلَ نُزُولِهِ بِذِي قَارٍ وَ قَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ رَوَاهُ إِنَّهُ أَنْفَذَ إِلَى الْقَوْمِ مِنَ الرَّبَذَةِ حِينَ فَاتَهُ رَدُّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ مِنَ الطَّرِيقِ.
ثُمَّ اتَّفَقَ الْوَاقِدِيُّ وَ أَبُو مِخْنَفٍ وَ غَيْرُهُمَا مِنْ أَصْحَابِ السِّيَرِ عَلَى مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ[1] مِنْ إِنْفَاذِ الرُّسُلِ وَ كَتْبِ الْكُتُبِ مِنْ ذِي قَارٍ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ لِلْجِهَادِ مَعَهُ وَ الِاسْتِعَانَةِ بِهِمْ عَلَى أَعْدَائِهِ النَّاكِثِينَ لِعَهْدِهِ الْخَارِجِينَ عَلَيْهِ لِحَرْبِهِ فَكَانَ مِمَّا رَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ أَنْ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ[2] بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا عَزَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَى الْمَسِيرِ مِنَ الْمَدِينَةِ لِرَدِّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ بَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى الْكُوفَةِ وَ كَانَ عَلَيْهَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهِ أَسَاءَ الْقَوْلَ عَلَيْهِمَا[3] وَ أَغْلَظَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ بَيْعَةَ عُثْمَانَ لَفِي رَقَبَةِ صَاحِبِكُمْ وَ فِي رَقَبَتِي مَا خَرَجْنَا مِنْهَا ثُمَّ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ نَحْنُ أَعْلَمُ مِنْكُمْ بِهَذِهِ الْفِتْنَةِ فَاحْذَرُوهَا إِنَّ عَائِشَةَ كَتَبَتْ إِلَيَّ أَنِ اكْفِنِي مَنْ قِبَلَكَ وَ هَذَا عَلِيٌ[4] قَادِمٌ إِلَيْكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَسْفِكَ بِكُمْ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ فَكَسِّرُوا نَبْلَكُمْ وَ قَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ وَ اضْرِبُوا الْحِجَارَةَ بِسُيُوفِكُمْ[5].
[1]- في ص 242- 351. و هذه الرواية كالرواية السابقة، لكن بطريق آخر مع الاختلاف.
[2]- في النسخ الثلاث: عبيد اللّه؛ و الأصحّ ما اثبتناه كما في تاريخ الطبريّ ج 4 ص 375.
[3]- ق، ط: لهما.
[4]- ط:+ بن أبي طالب.
[5]- قارن بتاريخ الطبريّ ج 4 ص 477 و 482.