إرسال الأشتر إلى الكوفة
قَالَ: وَ بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ[1] أَبِي مُوسَى فِي تَخْذِيلِ النَّاسِ عَنْ نُصْرَتِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ قَدْ بَعَثْتَ إِلَى الْكُوفَةِ رَجُلًا مِنَ الْعَنَتِ[2] فَمَا أَرَاهُ حَكَمَ[3] شَيْئاً وَ هَؤُلَاءِ أَخْلَفُ[4] مَنْ بَعَثْتَ أَنْ يَسْتَتِبَّ لَكَ النَّاسَ[5] عَلَى مَا تُحِبُّ وَ لَسْتُ أَدْرِي مَا يَكُونُ فَإِنْ رَأَيْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْ تَبْعَثَنِي فِي أَثَرِهِمْ فَإِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ أَحْسَنُ لِي طَاعَةً فَإِنْ قَدِمْتُ عَلَيْهِمْ رَجَوْتُ أَنْ لَا يُخَالِفَنِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع[6] «الْحَقْ بِهِمْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ» فَأَقْبَلَ الْأَشْتَرُ حَتَّى دَخَلَ الْكُوفَةَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ بِالْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ فَأَخَذَ لَا يَمُرُّ بِقَبِيلَةٍ[7] فِيهَا جَمَاعَةٌ فِي مَجْلِسٍ أَوْ مَسْجِدٍ إِلَّا دَعَاهُمْ وَ قَالَ اتَّبِعُونِي إِلَى الْقَصْرِ فَانْتَهَى إِلَى الْقَصْرِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ فَاقْتَحَمَ وَ أَبُو مُوسَى قَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ يَخْطُبُ النَّاسَ وَ يُثَبِّطُهُمْ[8] عَنْ نُصْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ يَقُولُ «أَيُّهَا النَّاسُ
[1]- م، ق:- أمر.
[2]- ط: قبل هذين، كما في الطبريّ. و« العنت: دخول المشقّة على الإنسان و لقاء الشدّة» لسان العرب ج 2 ص 61( عنت).
[3]- ط: أحكم.
[4]- ط: و هذان أخلق، كما في تاريخ الطبريّ ج 4 ص 486.
[5]- ط: ينشب بهم الأمر. كما في تاريخ الطبريّ ج 4 ص 486.
[6]- م:- أمير المؤمنين عليه السلام، ق:- أمير المؤمنين.
[7]- ط:+ يرى.
[8]-« ثبّطه عن الشيء تثبيطا: إذا شغله عنه» لسان العرب ج 7 ص 267( ثبط).