و الدبور و تنكب‌[1] أحيانا فلا يدرى من أين تأتي شيموا[2] سيوفكم و قصروا رماحكم و قطعوا أوتاركم و الزموا البيوت خلوا قريشا إذا أبوا إلا[3] الخروج من دار الهجرة و فراق أهل العلم بالإمرة ترتق فتقها و تشعب صدعها فإن فعلت فلنفسها و إن أبت فعليها جنت‌[4] سمنها يريق في أديمها[5] استنصحوني و لا تستغشوني يسلم لكم دينكم و دنياكم و يشقى بهذه الفتنة من جناها[6].

خطبة زيد بن صوحان‌

فقام زيد بن صوحان رحمه الله و كانت يده قطعت يوم جلولاء و رفع يده ثم قال يا أبا موسى تريد أن ترد الفرات‌[7] عن أدراجه إنه لا يرجع من حيث بدأ فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد دع ويلك ما لست مدركه‌ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ‌[8] ثم قال أيها الناس سيروا إلى أمير المؤمنين‌

[1]-« الصبا، و زان العصا: الريح تهبّ من مطلع الشمس» المصباح المنير ص 393( صبي).« الدبور، و زان رسول: ريح تهبّ من جهة المغرب تقابل الصبا، و يقال: تقبل من جهة الجنوب ذاهبة نحو المشرق» المصباح المنير ص 225( دبر)« و النكباء: كلّ ريح، و قيل: كلّ ريح من الرياح الأربع انحرفت و وقعت بين ريحين، و هي تهلك المال و تحبس القطر، و قد نكبت تنكب نكوبا» لسان العرب ج 1 ص 771( نكب).

[2]-« شام السيف: أغمده» لسان العرب ج 12 ص 330( شيم).

[3]- م: إذا راموا.

[4]- ط: ما جنت.

[5]-« قولهم: سمنهم في أديمهم، يضرب مثلا للرجل خيره لا يتجاوزه. و قال أبو عبيدة: الأديم: المأدوم من الطعام، أي جعلوا سمنهم فيه و لم يفضلوا به» جمهرة الأمثال ج 1 ص 422، و راجع أيضا لسان العرب ج 12 ص 9( أدم).

[6]- تاريخ الطبريّ ج 4 ص 483- 484، و الكامل ج 3 ص 228- 229، و شرح نهج البلاغة ج 14 ص 14- 15، و نهاية الأرب ج 20 ص 49، و البداية و النهاية ج 7 ص 236، و تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 613.

[7]- م، ق: القرآن.

[8]- العنكبوت( 29): 1 و 2.