فصل استشارة أمير المؤمنين ع أصحابه في جهاد الناكثين
وَ لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ شِقَاقِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ التَّأَهُّبِ لِلْمَسِيرِ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ اتَّصَلَ الْخَبَرُ إِلَيْهِ وَ جَاءَهُ كِتَابٌ[1] بِخَبَرِ الْقَوْمِ دَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ وَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ وَ أَخْبَرَهُمْ بِالْكِتَابِ وَ بِمَا عَلَيْهِ الْقَوْمُ مِنَ الْمَسِيرِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مَا يُرِيدُونَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَبَسَّمَ ع وَ قَالَ «يَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ» فَقَالَ مُحَمَّدٌ وَ اللَّهِ مَا قَتَلَ عُثْمَانَ غَيْرُهُمْ ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع: «أَشِيرُوا عَلَيَّ بِمَا أَسْمَعُ مِنْكُمُ الْقَوْلَ فِيهِ» فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ الرَّأْيُ الْمَسِيرُ[2] إِلَى الْكُوفَةِ فَإِنَّ أَهْلَهَا لَنَا شِيعَةٌ وَ قَدِ انْطَلَقَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الرَّأْيُ عِنْدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُقَدِّمَ رَجُلًا[3] إِلَى الْكُوفَةِ فَيُبَايِعُونَ[4] لَكَ وَ تَكْتُبَ إِلَى الْأَشْعَرِيِ[5] أَنْ يُبَايِعَ[6] لَكَ ثُمَّ بَعْدَهُ[7] الْمَسِيرَ حَتَّى نَلْحَقَ بِالْكُوفَةِ وَ تُعَاجِلَ الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلُوا الْبَصْرَةَ وَ تَكْتُبَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَتَخْرُجَ مَعَكَ فَإِنَّهَا
[1]- ط:+ يخبره.
[2]- ق: نسير؛ ط: أن نسير.
[3]- ط: رجالا.
[4]- ق، ط: فيبايعوا.
[5]- يعني: أبا موسى الأشعريّ، و هو الأمير يومئذ على الكوفة من قبل عثمان.
[6]- م، ق: فيبايع.
[7]- م: تجد.