و لا بدّ من إلفات نظر
القارئ الكريم إلى أنّ تدوين تلك الوقائع و كتابة تلك الكتب كانت في عصر الأمراء و
الحكام الظلمة، و من الطبيعي أن الذي سيكتب سيكون حسب ما تشتهيه نفوس أولئك
الحكام، و لن يكون هذا الأمر معرفا لواقع الوقعة و حقيقة حرب الجمل، و أضف إلى ذلك
أن الكتب أو الأخبار التي دوّنت قد ضاعت و لم يصل إلينا إلّا شطر منها.
جمل المفيد
إنّ سبب كتابة الشيخ
المفيد لحرب الجمل أنّه سئل أن يكتب حولها كتابا مبسّطا تحصل به الفائدة العظيمة
لعامة الناس و تتبين حقيقة حرب الجمل حتّى لا تبقى خفية على أحد. قال في مقدّمة
الكتاب:
«و بعد سألت- أيدك اللّه
بتوفيقه- أن أورد لك ذكر الاختلاف بين أهل القبلة في حديث الفتنة بالبصرة، و ما
كان بين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و بين عائشة و طلحة و الزبير
من