[باب] ما نقموه على عثمان
[فصل في] تعطيل عثمان الحد عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب
أَ لَا تَرَى إِلَى مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ مِنْ إِنْكَارِهِ ع إِدْرَاءَ الْحَدِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ قَدِ اسْتَحَقَّ الْقَوَدَ بِقَتْلِهِ الْهُرْمُزَانَ وَ مَنْ قَتَلَهُ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ بِغَيْرِ حَقٍّ فِي مُقْتَضَى شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ وَ لَمَّا طَالَبَهُ بِالْقَوَدِ مِنْهُ تَعَلَّلَ عُثْمَانُ تَارَةً بِأَنَّ أَبَاهُ قُتِلَ وَ لَا يَرَى[1] قَتْلَهُ الْيَوْمَ لِمَا تَحْزَنُ[2] الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ وَ تَتَوَاتَرُ[3] عَلَيْهِمُ الْهُمُومُ وَ الْغُمُومُ وَ لِمَا يَخَافُ مِنْ الِاضْطِرَابِ بِهِ وَ الْفَسَادِ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع هَذَا الرَّأْيَ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّ حُدُودَ اللَّهِ لَا تَسْقُطُ وَ لَا يَجُوزُ تَضْيِيعُهَا[4] بِمِثْلِ هَذَا الِاعْتِلَالِ فَعَدَلَ عُثْمَانُ إِلَى التَّعَلُّلِ بِالرَّأْيِ فِي إِسْقَاطِ الْحَدِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ خِلَافاً عَلَى رَأْيِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِيهِ وَ مُضَادَّةً لِمَا ادَّعَاهُ عَلَيْهِ وَ أَشَارَ بِهِ عَلَيْهِ فِي حُكْمِ اللَّهِ
[1]- م: نرى.
[2]- ق، ط: لئن لا يجترأ.
[3]- ق، ط: تواتر.
[4]- م: تضيّعها.