و روى أبو حذيفة[2] إسحاق بن
بشر القرشي أيضا قال حدثني يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال و الله
إني لأنظر إلى طلحة و عثمان محصور و هو على فرس أدهم و بيده الرمح يجول حول الدار
و كأني أنظر إلى بياض ما وراء الدرع[3].
موقف الزبير من عثمان
و روى أبو إسحاق[4] قال لما اشتد
بعثمان الحصار عمل[5] بنو أمية
على إخراجه ليلا إلى مكة و عرف الناس ذلك[6]
فجعلوا عليه حرسا و كان على الحرس طلحة بن عبيد الله و هو أول من رمى بسهم في دار
عثمان قال و أطلع عثمان و قد اشتد به الحصار و ظمئ من العطش فنادى أيها الناس
اسقونا شربة من الماء و أطعمونا مما رزقكم الله فناداه الزبير بن العوام يا نعثل
لا و الله لا تذوقه.
و روى أبو حذيفة القرشي
عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني قال أتيت الزبير و هو عند
أحجار الزيت[7] فقلت له يا
أبا عبد الله قد حيل بين أهل الدار و بين الماء فنظر نحوهم و قال وَ حِيلَ
بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ
[1]- تاريخ المدينة المنورة ج 4 ص 1202، و قارن
بتاريخ الطبريّ ج 4 ص 385- 386، و شرح نهج البلاغة ج 2 ص 148 و 153- 154، و
التمهيد و البيان ص 122- 123.
[2]- في النسخ الثلاث: أبو حذيفة بن إسحاق، و هو
تحريف.
[3]- قارن ببحار الأنوار، الطبعة الحجريّة، ج 8 ص
353.