الشورى و اعتزال أمير المؤمنين ع عن بيعة عثمان
قَالَ[1] وَ لَمَّا كَانَ فِي يَوْمِ الشُّورَى حَضَرَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَامَ فِي النَّاسِ وَ قَالَ إِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عَلِيّاً سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ إِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عُثْمَانَ سَمِعْنَا وَ عَصَيْنَا فَقَامَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَ قَالَ يَا مَعْشَرَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الشُّورَى إِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عُثْمَانَ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ إِنْ وَلَّيْتُمُوهَا عَلِيّاً سَمِعْنَا وَ عَصَيْنَا[2] فَانْتَهَرَهُ[3] عَمَّارٌ وَ قَالَ لَهُ مَتَى كَانَ مِثْلُكَ يَا فَاسِقُ يَعْتَرِضُ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ وَ أَسْبَابِ جَمْعِهَا وَ تَسَابَّا[4] وَ تَنَاوَشَا[5] حَتَّى حِيلَ بَيْنَهُمَا فَقَالَ الْمِقْدَادُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِنْ وَلَّيْتُمُوهَا أَحَداً مِنَ الْقَوْمِ فَلَا تُوَلُّوهَا مَنْ لَمْ يَحْضُرْ بَدْراً وَ انْهَزَمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَ لَمْ يَحْضُرْ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَ وَلَّى الدُّبُرَ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ[6] فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ وُلِّيتُهَا لَأَرُدَّنَّكَ إِلَى زِيِّكَ الْأَوَّلِ[7].
وَ
لَمَّا صَفَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَدَهُ عَلَى يَدِ عُثْمَانَ هَمَسَ[8] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ قَالَ
[1]- كذا في النسخ الثلاث، و لم يعلم المعطوف عليه.
[2]- من قوله« فقام الوليد» إلى« و عصيناه» ساقطة من ق.
[3]-« انتهره: زجره» لسان العرب ج 5 ص 239( نهر).
[4]- ق، ط:+ جميعا.
[5]-« تناوش القوم في القتال: إذا تناول بعضهم بعضا بالرماح و لم يتدانوا كلّ التداني» لسان العرب ج 6 ص 361( نوش).
[6]- إشارة إلى الآية 155 من سورة آل عمران( 3). و المصدر: العقد الفريد ج 4 ص 279.
[7]- أمالي المفيد ص 114- 115.
[8]-« الهمس: الصوت الخفيّ، و هو مصدر همست الكلام، من باب ضرب، إذا أخفيته» المصباح المنير-- ص 790- 791( همس).