وأنت إذا لاحظت ما سبق من الصحاح والحسان وما نذكره الآن تذعن على تواتره الإجمالي:
1 ـ توسّل الأعرابي بالنبي نفسه
روى جمع من المحدثين أنّ أعرابياً دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وقال: لقد أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صغير يغط، ثم أنشأ يقول:
أتيناك والعذراء تَدمي لبانها * * * وقد شغلت أُم الصبي عن الطفل
ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا * * * سوى الحنظل العاميوالعلهز الفسل
وليس لنا إلاّ إليك فرارنا * * * وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل؟
فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجر رداءه حتى صعد المنبر، فرفع يديه وقال: اللّهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً... فما ردّ النبي يديه حتى ألفت السماء... ثم قال: لله درّ أبي طالب، لو كان حياً لقرّت عيناه. من ينشدنا قوله؟
فقام علي بن أبي طالب عليهما السلام وقال: كأنّك تريد يا رسول الله قوله: