responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الغروي، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 11

460 هبعد ان أقام في النجف اثنى عشر سنة قام ولده أبو علي الحسن ابن محمد مكانه فانعكف عليه العلماء للاقتباس من معارفه فاستجازه ذوو الفضل في رواية الحديث و استشهدوه على ما تحلوا به من ملكة الاجتهاد الصحيح و أماليه المطبوع مع أمالي أبيه يصور الحقيقة باجلى مظاهرها.

الاجتهاد المعاصر

و استمرت الهجرة إلى «النجف» من ذلك العهد الى العصر الحاضر و ان تحلت باعلام الإمامية «الحلة و الحائر و سامراء» في فتراة من الزمن لكن حلقات الدراسة في هذه (الجامعة) متواصلة و لا يتحمل المقام وصف الثقافة في تلكم العصور متسلسلا الى أيام السيد بحر العلوم فالشيخ الأكبر كاشف الغطاء الى مجدد المذهب في كتابه الحاوي لما حرر من مسائل الشريعة مع تحقيق عميق «صاحب الجواهر» فأذعن أولوا النهي بفضله و تسابقوا الى اختزان جواهره و الاقتباس من آرائه الثاقبة.

و حيث ان المولى تعالت أياديه لم يخل الأرض من مصلح مجاهر بالدعوة الإلهية يزيح الأوهام و يدعو الى سبيل ربه بالحكمة و يرشد إلى الطريقة المثلي غمر الفيض الربوبي شخصية شيخنا «الأنصاري» و منحته المشيئة القدسية مواهب ميزته على من تقدمه من الاعلام فكان مرموقا في الفضائل جمعاء.

لذلك اتخذ رواد المعارف كتابيه «الرسائل» في أصول الفقه و «المتاجر» في الفقه الجعفري أساس التعليم و الدراسة العالية و أكثر المحققون من تلامذته و غيرهم من التعليق عليهما و التنبيه على ما فيهما من دقائق العلم.

و كان للدراسة فيهما أيام شيخ المحققين المولى محمد كاظم الخراساني نور اللّٰه ضريحه سوق رابح فلقد هبط هذه المدينة (النجف) في أيامه الجم الغفير من العلماء للاستضاءة من آرائه و تحقيقاته و قام من بعده أساتذة الفن من الاعلام المحققين يفيضون على الطلاب ما انتهلوه من بحر علم آل حتى انتهى الدور الى فخر المحققين و عمدة الفقهاء المبرزين «السيد أبو القاسم الخوئي» المميز من المولى الجليل تعالت نعماؤه بالذكاء المتوقد و اصابة الرأي و لا اغالي إذا قلت: باحث أرباب المعقول ففاقهم و دارس الأصوليين فأذعنوا له و جرى مع المفسرين فحاز قصب السبق و ناظر المتكلمين ففلجهم و كتابه في مقدمة التفسير «البيان» حافل بما لم تصل إليه أفكار النابهين و لم يسبقه المتقدمون في كثير مما كشف الغطاء عنه.

فلقد غاص بحر الشريعة و استخرج لئالئه الناصعة و لمس الحقائق الراهنة و أماط الستار عن كثير مما أشكل على الفحول و الأكابر و أوضح السبيل إلى تفاريع المسائل و أنار المنهج الى درس كليات الفنون فلذلك كان مقصد المهاجرين من العلماء لدرس أصول الشريعة و فقهها.

و محاضراته في حل «فروع العروة الوثقى» تشهد له بفقاهة عالية و استنباط دقيق.

و قد أحكم اسرار فصولها و نظم دراريها ببيان سهل و عبارة أنيقة.

العلم الفرد و المجتهد الأوحد حجة اللّٰه الواضحة و بينته اللامعة المحقق «الميرزا علي الغروي التبريزي» لا زال مغمورا باللطف الربوبي فجدير بمتنجع الحقائق المسابقة إلى الاحتفاظ بتقريراته لدرس الأستاذ الأكبر «السيد الخوئي» المسماة «بالتنقيح» و لا بدع ممن منحه المولى سبحانه ذكاء وقادا و فطنة مصيبة و حافظة قوية ألحقته بالحفاظ المعدودين فكان موئل رواد العلم بين من يستوضح منه ما لم تصل اليه فاكرته و بين من ينسخ ما جمعه من ثمرات بحوث أساتذته فإلى الباري عز و جل ابتهل بادامة عنايته بهذه الشخصية اللامعة ليرتوي طلاب المعارف من غير آرائه و يستضيء رواد الحقائق بثاقب أفكاره، مد اللّٰه تبارك و تعالى في أيامه الزاهية و أفاض عليه لطفه الذي يلحقه بالعلماء المحققين «وَ الَّذِينَ جٰاهَدُوا فِينٰا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنٰا وَ إِنَّ اللّٰهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ».

نام کتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى نویسنده : الغروي، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست