و الخبر و الاجتهاد و غيرها و إن كانت من علم الكلام إلّا أنّها أيضا من المبادئ التصديقية لعلم الاصول، و مبادئ العلم ليست بأجنبية عن ذلك العلم حتى لم يكن وجه للبحث عنها في ذلك العلم، بل هي مقدّمات تبتني عليها قياسات العلم، و كما قد يبحث عنها في غير ذلك العلم كذلك قد يبحث عنها في نفس ذلك العلم.
فإن قلت: كيف يعدّ جميع مباحث الألفاظ و غيرها من بحث الإجماع و الخبر و الاجتهاد مع كثرتها من مبادئ علم الاصول؟
قلت: كثرة المباحث لا تمنع من كونها مبادئ العلم، و إنّما تمنع من كونها مستطردات العلم و الجمل المعترضة فيه، كما لا يخفى.
قوله: «بأنّها تأبى عن التخصيص».
[إباء أخبار العرض عن الكتاب و السنّة عن التخصيص]
[أقول:] و ذلك لما في سياقها من الدلالة على انسياقها لبيان قاعدة و إعطاء حكم كلّي، و هو لا يلائم التخصّص، فضلا عن التخصيص بالأكثر اللازم من قوله:
«مع أنّ أكثر عمومات الكتاب قد خصّصت بقول النبي (صلى اللّه عليه و آله)» [1].
قوله: «و اختلاف أصحابي رحمة لكم».
[أقول:] و عن الصدوق [2] في بيانه أنّ أهل البيت لا يختلفون، بل يفتون الشيعة بمرّ الحقّ، إلّا ما يختلف من قولهم للتقية، و التقية رحمة للشيعة كما في الأخبار الدالّة في إيقاعهم الخلاف بين شيعتهم ليكون أبقى لهم و للشيعة، و أنّ في التقية مصلحتهم [3].
[هناك دلالات لبعض الآيات ينحصر فهمها منها بالمعصومين (عليهم السلام)]