قال المصنف (قدّس سرّه): «و من جملة الظنون التي توهم حجّيتها بالخصوص:
الشهرة ... إلخ».
[مراحل البحث فى حجية الشهرة]
أقول: الكلام في حجّية الشهرة يقع في مراحل:
أمّا المرحلة الاولى ففي تشخيص الموضوع، أعني ماهية الشهرة و حسيمها [1].
فنقول: أمّا لغة: فهي ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس، و منه الحديث من لبس ثوبا يشهره ألبسه اللّه ثوب مذلّة، و شهر سيفه: إذا سلّه و جرده عن الغمد، و هو مشهور: أي معروف [2].
فتطلق عرفا على الشهرة الفتوائية و الروايتية، سواء كان في مقابلها خلاف من فتوى أو رواية أم لم يكن خلاف و سواء كشف كشفا قطعيا عن مدرك قطعي أو ظني ليكون إجماعا، أم كشفا ظنّيا عن مدرك قطعي أو ظني ليكون من الظنون الخاصّة، أم كشف عن الواقع من وساطة مدرك بأحد الكشفين عن أحد المكشوفين، أم لم يكشف عن شيء فعلا و إن كان من شأنه الكشف، و ذلك لصحّة الحمل و التقسيم و عدم صحّة السلب و أصالة عدم النقل و الاشتراك. و من هنا يعلم أنّ النسبة بين الإجماع المصطلح و الشهرة عموم مطلق، و العموم من طرف الشهرة.