النور شيئا أو بمختلطة بالظلمة التي هي أمر عدمي، بل لا تزيد كل واحدة من مراتبه المختلفة على حقيقة النور المشتركة شيئا، و لا تفقد منها شيئا، و انما هي النور في مرتبة خاصة بسيطة، لم تتألف من أجزاء، و لم ينضم اليها ضميمة، و تمتاز عن غيرها بنفس ذاتها التي هي النورية المشتركة- كما مثل بهما في نهاية الحكمة- و هكذا الامر في تقدم الوجود المتقدم، و تأخر الوجود المتأخر.
الثانية: ان العلة متقدمة- بلحاظ الرتبة العقلية- على المعلول، أما بالعلية كما في العلة التامة، أو بالطبع كما في العلة الناقصة.
الثالثة: ان الامر علة للطاعة، فيكون اقتضاؤه لطاعته في مرتبة ذاته المتقدمة على طاعته.
الرابعة: ان المعصية في رتبة الطاعة، بمقتضى كون النقيضين في رتبة واحدة فتكون متأخرة عن الامر بالاهم.
الخامسة: الامر بالمهم منوط بعصيان الامر بالاهم، فيكون متأخرا عنه تأخر كل مشروط عن شرطه، و المتأخر عن المتأخر عن الشيء متأخر عن ذلك الشيء فيكون الامر بالمهم متأخرا عن الامر بالاهم بمرحلتين.
و عليه: فلا يكون ثمة تزاحم بين الامرين. اذ في مرتبة الامر بالاهم و اقتضاءه لا وجود للامر بالمهم لعدم تحقق شرطه بعد، و في مرتبة الامر بالمهم لا وجود للامر بالاهم، لعدم تجافي الشيء عن رتبته، فالامر بالاهم و اقتضاءه لا يتنزل عن رتبته السابقة ليكون في اللاحقة.
النقيضان فى مرتبة واحدة
و فيه:
(أولا) ان مقولة كون النقيضين في مرتبة واحدة تحتمل بلحاظ ذاتها وجوها