responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية نویسنده : الجزائري، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 18

معلومه و مجهوله إذ المقدمة التي بنوا عليها أمر الإجماع و هو قبح الاجتماع على الخطاء على تقدير تسليمها تنهدم في الصورتين كما بيناه في شرح المفاتيح و ربما يكون المدعى هو الناقل للخلاف أو هو المخالف و ربما تتعارض الدعويان مع اتحاد المدعى و الحق انه و ان تقاصر كل منها عن شمول هذه الإجماعات الا انها غير خارجة عن مجموعها كما لا يخفى على المتتبع و أكثر الإجماعات المنقولة في المسائل النظرية من هذا القبيل و اللّه يقول الحق و هو يهدى السبيل

مقدمة

[مقدمة] في تقسيم العلم بوجه آخر

غير ما تقدم في ضمن تقسيم الحكمة و بيان مرتبة كل قسم و آداب العالم و المتعلم فهي يسيرة الألفاظ كثيرة الفوائد و التنوين للتحقير أو التعظيم العلم هو حصول الصورة في الذهن أو الصورة الحاصلة فيه أو انتقاشه بها و هذا الحد ينطبق طردا و عكسا على جميع أنواعه بتصوراتها و تصديقاتها و هي و ان كانت كثيرة الا ان مجامعها علمان علم الدنيا و علم الآخرة و علم الدنيا ما يرتبط به مصالح الدنيا كالطب و الحساب و علم الآخرة علمان أحدهما علم يقصد لذاته و هو العلم باللّٰه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و هو اما تحقيقي أو تقليلى فالتحقيقى نور يظهر في القلب عند تطهيره و تزكيته من ذمائمه فينشرح للحق فيشاهد بذلك النور و الانشراح الغيب ففي الحديث النبوي (1) ليس العلم بكثرة التعلم و انما هو نور يقذفه اللّٰه في قلب من يريه ان يهديه. و فيه ما من عبد الا و لقلبه عينان و هما غيب يدرك بهما الغيب فإذا أراد اللّٰه بعبد خيرا فتح عيني قلبه فيرى ما هو غائب عن بصره. فعند ذلك تنكشف عليه أمور كان يسمع من قبل أسمائها و يتوهم لها معاني مجملة غير متضحه فيتضح له جميع ذلك حتى تحصل له المعرفة التامة بذات اللّٰه و بصفاته و أفعاله و حكمته و معنى النبوة و الإمامة و الوحي و كيفية وصوله إلى النبي و حديث الملك مع الامام و معنى الآخرة و الجنة و النار و ما يتعلق بهما الى غير ذلك فان للناس في تصور حقائق هذه الأمور بعد التصديق بأصولها مقامات متفاوتة و درجات متفاضلة فنعنى بالعلم المقصود لذاته ان يرتفع الغطاء حتى يتضح جلية الحق في هذه الأمور اتضاحا يجرى مجرى العيان الذي لا شك فيه كما في حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) لو كشف الغطاء لما ازددت يقينا. و لم أعبد ربا لم أره لا تدركه العيون بمشاهدة العيان و لكن تدركه القلوب بحقائق الايمان. و ذلك بتفريغ القلب عن الشواغل و تخليته عن الهموم المختلفة المتنوعة و جعلها كلها هما و إحداكما


(1) رواها المصنف في مقدمات الوافي و في عين اليقين و غيرهما منه روح اللّه روحه

نام کتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية نویسنده : الجزائري، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست