responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية نویسنده : الجزائري، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 174

ما كان يشغلها عن غيره كائنا ما كان و كلما كان الاستهتار أكثر و أقوى كان الاشتغال أكمل و اوفى و الآخر ان يحس به و يدرك شدة ألمه لكن يهون عليه العلم يجزأ له الثواب الموعود عليه الشدة لأنه أعظم فيرضى به بل يرغب اليه بعقله و ان كرهه بطبعه كما يتفق للمريض و التاجر المتحملين بالرغبة و الطلب شدة الحجامة و السفر مع إدراكها و الإحساس بها شوقا الى ما ياملانه من نعيم العافية و عظيم الربح فهذه حاله الراضي فيما يجرى عليه من الألم ثقة بثواب اللّٰه فيفوض امره الى اللّه ان اللّه بصير بالعباد كما يفوض الصبي الموفق امره الى الوالد الشفيق متوكلا عليه فيما يسوسه به و يصرفه عنه و اليه يقينا برأفته و كرامته فان الرضا و التوكل متتاخمان و قد يغلب الحب بحيث لا يلاحظ الثواب الذي يجازى به عليه بل يكون حظ المحب في مراد الحبيب و رضاه لا لمعنى آخر وراءه فيكون مراد حبيبه و رضاه محبوبا عنده مطلوبا لديه و كل ذلك موجود في المشاهدات في حب الخلق و قد تواصفها المتواصفون في نظمهم و نثرهم و هذا أحد الوجوه في قول من قال المجاز قنطرة الحقيقة

[باب الشكر]

باب الشكر- و هو كغيره من المقامات الدينية ينتظم من علم هو كالأصل و حال هو كالشجرة و عمل هو كالثمرة فالعلم هو عرفان النعمة من المنعم و الحال هو الفرح به من غير بطر و العمل هو القيام بما هو مقصود المنعم و محبوبه و هو استعمالها في طاعته و رضاه فمن عرف ان النعم كلها من اللّه و انه هو المنعم الحقيقي و الوسائط مسخرون من جهته كالآلات و فرح بما يصل اليه منها مع هيئة الخضوع و التواضع و توصل بها الى التقرب اليه و التعرض لمراضيه و التجنب عن مساخطه و مناهيه فهو شكور فان كان فرحه بها من حيث انها وسيلة له الى القرب منه تعالى و الزلفى لديه و علامته ان يكون فرحه من الدنيا بما كان مزرعة الآخرة فهذا غاية الشكر و مثال ذلك من أنعم عليه الملك بفرس فربما يكون فرحه بالفرس من حيث انه مال حصل له مثل ما لو كان قد حصل له هذا المقدار من المال من غير جهة الملك و هذا دون المراتب و ربما يكون فرحه بفرس الملك أعظم من حيث انها عطية الملك و علامة العناية و هذه فوق الاولى و الأعلى ان يكون فرحه بها من حيث انه يسرع بركوبها في تقديم خدمات الملك و السعى في امتثال أوامره و يتسهل له بها مرافقته في الاسفار و إذا خرج للاصطياد و نحوه فيدوم له الاحتظاء بالصحبة و الانخراط في سلك المقربين فيترشح بذلك لمرتبة اخرى من الكرامة فوق عطاء الفرس

نام کتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية نویسنده : الجزائري، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست