responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية نویسنده : الجزائري، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 125

الى قبح هيئة غيره عند الغضب ليعلم بذلك قبح هيئته عنده بتغير اللون و احمرار الاحداق و ظهور الزبد على الأشداق و استحالة الخلقة و انقلاب المناخر و لو راى الغضبان في حال غضبه كراهة منظره لسكن غضبه حياء من قبح ظاهره و باطنه أقبح و انما قبحت صورة الباطن أولا ثم سرى ذلك الى الظاهر و ان يحدث نفسه عاقبة الضراوة و هي انتقام المغضوب عليه عند مساعدة الدهر الدوارى و الشماتة بمصائبه و نحو ذلك و ما يستلزمه الغضب غالبا من حدوث الذنوب الظاهرة و الباطنة كأخذ اللسان في الفحش و السب و قبيح الكلام الذي يستحي منه ذوو العقول و يستحي منه قائله عند فتور الغضب و ذلك مع تخبط النظم و اضطراب اللفظ و الجوارح في التمزيق و الضرب و الجرح و القتل من غير مبالاة فإن فاته المغضوب عليه بهرب أو سبب آخر رجع الغضب على صاحبه فيمزق ثوب نفسه و يلطم وجهه و ربما يعدو عدو الواله المدهوش و ربما سقط صريعا لا يطيق النهوض و ربما يضرب الحيوانات و الجمادات و يكسر القصعة و الخوان و يتعاطى أفعال المجانين و ربما يجرح نفسه أو يخنقها أو يلقيها من شاهق و نحو ذلك. و ربما لا يحصل له التشفي فيحتقن في الباطن و يأخذ القلب في الحقد فإنه من فروع الغضب و هو ذميمة فاحشة منافية لكمال الايمان فورد في الحديث النبوي المؤمن ليس بحقود و هو من أصول الحسد كما يأتي و علاجه قلع الغضب لأنه أصله و ذكر ما ورد في فضل العفو الذي هو ضده مثل قوله تعالى وَ الْعٰافِينَ عَنِ النّٰاسِ بعد قوله سبحانه وَ الْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ. و عن النبي (صلى اللّه عليه و آله) عليكم بالعفو فان العفو لا يزيد العبد الا عزا فتعافوا يعزكم اللّٰه. و ما ارتكبه الحقود من لوازم الحقد من مكروه كترك كثير من التطوعات التي كان يستوجب فضلا عظيما بفعلها لولا الحقد كالمواساة و الإعانة في قضاء الحاجة و الدعاء و الابتداء بالسلام و الزيارة و تسميت العطسة و المجالسة على ذكر اللّٰه و الوعظ و البشاشة و حسن اللقاء و الرفق و نحو ذلك فان التعرض للحرمان عن هذه الفضائل العظيمة غبن فاحش أو حرام كالشماتة بالمصائب و الاعراض بالهجر و القطيعة و الإيذاء و الإهانة و انطلاق اللسان بالفرية و الغيبة و إفشاء السر و ترك كثير من الواجبات الدينية مثل صلة الرحم ان كان المحقود من ذويها و هي مندرجة في الاعراض و أفردت بالذكر اهتماما و كذا ترك قضاء الحق الواجب كما في (الكافي) رواية معلى بن خنيس عن ابى عبد اللّٰه

نام کتاب : التحفة السنية في شرح النخبة المحسنية نویسنده : الجزائري، السيد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست