ثمّ سار النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) من ذلك الموضع حتّى دخل المدينة و بقي بعدها أيّاما قلائل، و لم يزل يؤكّد الوصيّة لأمير المؤمنين (عليه السلام) في تلك الأيّام في صحّته و مرضه حتّى قبض (صلّى اللّه عليه و آله).
[خلافة أبي بكر]
: فلمّا قبض و اشتغل عليّ (عليه السلام) بتجهيزه، اضطرب أمر الناس و كثر الكلام بينهم في أمر الخلافة، فجاء رجل فصفق على يد أبي بكر بالبيعة فبايعه الناس و استقرّت الخلافة له، و اسمه عتيق بن عثمان [1]- و هو أبو قحافة- بن عامر بن بن عمرو [بن كعب] بن سعد بن تيم بن مرّة جدّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)، و أمّه سلمى بنت صخر بن عمرو بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة [2].
و بايعه جميع الصحابة إلّا اثني عشر رجلا؛ ستّة من المهاجرين و ستّة من الأنصار، فأمّا المهاجرون فهم: خالد بن سعيد، و سلمان الفارسيّ، و أبو ذرّ الغفاريّ، و المقداد بن الأسود الكنديّ، و عمّار بن ياسر، و بريدة الأسلميّ.
و أمّا الأنصار فهم: قيس بن سعد بن عبادة، و خزيمة بن ثابت- ذو الشهادتين- و سهل بن حنيف، و أبو الهيثم ابن التيّهان، و ابي بن كعب، و أبو أيّوب الأنصاريّ [3].
و زاد الصدوق في عدد الممتنعين من بيعة أبي بكر سعد بن عبادة سيّد الأنصار [4]، و لا ريب فيه، و كأنّ العلّة في عدم ذكره أنّه مات بعد موت النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) بقليل، فلم يكن منه من المخاصمة في أمر البيعة ما كان من غيره، و جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، و أبا سعيد الخدريّ، و حذيفة بن زيد، و زيد
[1] لعلّ عتيق لقب له، و اسمه عبد اللّه بن عثمان. «مروج الذهب 2: 298».